رئيس التحرير
عصام كامل

الصمود في مواجهة العاصفة


(إِنَّ الْفِتَنَ إِذَا أَقْبَلَتْ شَبَّهَتْ وَإِذَا أَدْبَرَتْ نَبَّهَتْ يُنْكَرْنَ مُقْبِلَاتٍ وَيُعْرَفْنَ مُدْبِرَاتٍ يَحُمْنَ حَوْمَ الرِّيَاحِ يُصِبْنَ بَلَدًا وَيُخْطِئْنَ بَلَدًا).. الإمام علي بن أبي طالب.


ليس هناك عاصفة ذكية كالقنابل الذكية التي تعرف هدفها، فتتوجه إليه وتلاحقه مهما حاول الفرار وتتحاشى من قرروا الانحناء في وجهها كونهم جماعة الحكماء العقلاء، فكل الأعاصير غبية تدمر وتعصف بكل ما يصادفها في طريقها خاصة أولئك الغافلون السادرون في غيهم (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ * تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ)، وهم من وصفهم ربنا عز وجل (لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون).

عندما تجتاح منطقة ما أو أمة ما أعاصير الفتن يحمن حوم الريح يصبن بلدًا ويخطئن بلدًا فيهلك من استحق الهلاك ويبقى من قدر له البقاء، والحكم لله العزيز القهار.

عندما يصبح الصمود في وجه الأعاصير واجبًا أخلاقيًا محتمًا فلا مجال لادعاء الحكمة وخفض الرءوس أملا في البقاء خاصة إن كان البقاء ذلا وعارًا (أذل الحياة وذل الممات وكلا أراه طعمًا وبيلا، فإن كان لا بد من إحداهما فسيري إلى الموت سيرًا نبيلا).

هذا هو حالنا في ظل تسونامي الأمريكي السلجوقي الصهيوني الذي قرر اقتلاع جذرونا وتخييرنا بين الموت والخراب أو الذل والخضوع، فربما (ترفع أمريكا مقتها وغضبها عنا)!!

وحسب الروايات الموثقة التي بدأت تخرج إلى العلن فقد قررت الولايات المتحدة نسف المنطقة بأسرها وتخييرها بين الدمار التام أو الرضوخ المطلق لإرادتها وعندها ستأمر حلفاءها بإيقاف الدعم المالي والتسليحي للعصابات الوهابية القذرة فينحسر الإعصار وتتاح لنا فرصة لملمة جثث قتلانا وإقامة مخيمات لإيواء من بقي من أمتنا مشردًا في الفيافي والمنافي والجبال والقفار.

إنها أمريكا التي قررت أن تقتل سبع ذبابات بضربة واحدة وفي رواية تفكيك سبع دول إسلامية في خمسة أعوام كي تستريح من مشاغبات القذافي ولاءات بشار الأسد ومطالبات حسني مبارك!!

تلك هي أصل القضية رغم أن البعض حاول أن يقنع نفسه أن أمريكا قررت أن تقف مع الشيعة ضد السنة والبعض الآخر صدق أن أمريكا تقف مع دولاهما ضد دوكهما لأنهم (رضي الله عنهم) يشكلون 90% من المسلمين، في حين تتعامل واشنطن مع هؤلاء وهؤلاء باعتبارهم جماعة من الذباب أو الهاموش ويكفيها احتقارًا لنا أنها قررت اقتلاع سبع دول في خمسة أعوام فالدولة الواحدة لا تحتاج لأكثر من ثمانية أشهر لاقتلاعها من جذورها مع خصم الإجازات وساعات النوم والساعات التي تقضيها أمريكا في الفراش من أجل (جهاد النكاح)!!

إنها الحقيقة المرة التي تجاهلها خرفان الأمة وديوكها الصداحة رغم رؤيتهم سكاكين الذبح وأواني الطبخ!!

الجريدة الرسمية