رئيس التحرير
عصام كامل

وزير التعليم العالي لـ«سطوطة الفنجري»: عبد العاطي بتاع الكفتة مخترع بدرجة وزير!


كنت منذ أسبوع خارج القاهرة في رحلة عاجلة إلى الصين بدعوة من الصديق “يانج بونج” النحات الصينى العبقرى الذي كلفته شركة “ياهو هنج” المتخصصة في لعب الأطفال بنحت تمثال خاص بى من الصلصال استعدادا لتحويله إلى فانوس رمضان باسم “فانوس الفشارة سطوطة” لما لمسوه من حب الأطفال في مصر والوطن العربى لى وكذلك شهرتى العالمية في سرد القصص الخيالية.


بعد ثلاثة أيام من الزيارة وبينما كنت عائدة إلى الفندق الذي أقيم فيه وإذا بى أجد السفير المصرى في الصين الذي استقبلنى عند قدومى وهو ينادينى: سطوطة هانم ويشير لى بالاقتراب.
اقتربت منه وكان معه رجلا أنيقا وسيما يقترب من الستين فأشار إليه وقال لى هل تعرفى السيد عبد الخالق بيه ؟!
قلت: أيوه يعنى هو الموز ده اسمه السيد وللا البيه ؟!
ضاحكا قال السفير: الله يجازيكى ياسطوطة.. دا الدكتور السيد عبد الخالق وزير التعليم العالى عندنا في مصر !
قلت: آه يعنى هو مش سيد لكن اسمه السيد !
قال: تمام كدا !
قلت: أهلا بيك يامعالى الوزير.. أنا بس كنت “بألش” عليك أصل حضرتك قمور يا قمور !
وهنا ضحك الوزير ومد يده وصافحنى وقال: عارف إنك بتإلشى يا سطوطة هانم.. وثانيا حضرتك معروفة لنا جميعا وأنا على علم بسبب مجيئك إلى الصين !
قلت: ميرسى.. لكن قل لى بقى ياقمر إنت: ما هي مهمة وزير التعليم العالى ؟!
قال: تنظيم العمل الجامعى يا ست سطوطة !
قلت: أمال إيه حكاية البحث العلمى دى ؟!
قال: والبحث العلمى يعتبر جزءًا من العمل الجامعى !
قلت: لكنى لم أسمع أنك أخرجت لنا بحثا علميا مُهما منذ توليك الوزارة !
قال: إزاى بقى يا ست سطوطة ونحن نمنح شهادات الماجستير والدكتوراه للطلاب بصفة شهرية !
قلت: وهل تسمى ما تمنحونه من شهادات بأبحاث علمية.. ياراجل بقولك أبحاث علمية يعنى مستنياك تقولى إن مصر فيها علماء مش حاصلين على شهادات !
قال: طبعا مصر فيها علماء يا ست سطوطة !
قلت: أمال هما فين ياخويا ؟!
قال: الدكتور زويل والدكتور فاروف الباز والدكتور مجدى يعقوب والدكـ.........................؟!
قلت: بس بس حاااااااسب ياعمنا القمور.. هؤلاء علماء ولكنهم لم يتخرجوا من الجامعات المصرية إلا بشهادة البكالريوس أو الليسانس.. حظهم إنهم مصريون لكن لا يمكن أن نطلق عليهم لقب علماء مصريين.. هم علماء غربيون لديهم الجنسية المصرية.. أنا عايزة أشوف باحثًا مصرى صار عالما في مصر وليس باحث مصريًا في بلاد الغرب عاد بعد أن أصبح عالما إلى مصر !
قال: والله إحنا بنحاول أهه ياست سطوطة والدستور الجديد زود نسبة البحث العلمى من ميزانية الدولة !
قلت: وماذا فعلتم بالزيادة المالية في ميزانيتكم؟!
قال: زودنا كادر أساتذة الجامعات ورصفنا الجامعات من الداخل كى تسير عليها سيارات أساتذة الجامعات بيسر وأقمنا العديد من الندوات التي تحث على البحث العلمى!
قلت: طب يا عم القمور خليك «حث» كدا حتى تنتهى مدتك في الوزارة ثم يأتى وزير آخر يحث على البحث العلمى حتى نرى مصر بلدا «حثاثا» نتباهى به أمام الأمم !
قال: إيه يا ست سطوطة.. ليه داخلة فيا شمال كدا ؟!
قلت: ياسيدى ولا شمال ولا يمين.. أنا بس عجبتنى وسامتك فقلت أنكشك.. دا انت واجهة مصرية مشرفة ياسيادة الوزير القمور !
قال: أنا قراراتى كلها في صالح البحث العلمى !
قلت: واضح جدا يامعالى الوزير والدليل هو تصريحاتك في الصحف والفضائيات منذ توليك التي تنحصر في “عودة الأمن للجامعات وعدم تأجيل الفصل الدراسى الثانى ووضع حجر أساس لبعض المشروعات والإشادة بمجهود الرئيس السيسي في إعادة الأمن والانضباط للشارع المصرى”.
قال: بس فيه حاجة مهمة عايز أقولك عليها يا ست سطوطة.. البحث العلمى وزارة منفصلة عن وزارة التعليم العالى وله وزير يتولى مهامه !
قلت: يااااااااااااااااه.. لا تقل لى أنه عبد العاطى بتاع الكفتة؟!
ضاحكا قال: على فكرة عبد العاطى يعتبر مخترع بدرجة وزير.. حلوة القلشة دى يا ست سطوطة ؟!
قلت: حلوة ياباشا بس ابقى استناها مانشيت في درب الفشارين !
قال: لاااااااااااااااااااااااا.. لا تورطينى مع وزير البحث العلمى فهو صديقى !
قلت: معاك ربنا بقى.. قال بحث علمى قال !
وهنا صافحت الوزير والسفير وقلت لهم: سلمولى على البحث العلمى في مصر !
الجريدة الرسمية