رئيس التحرير
عصام كامل

حبر يهودي في ألمانيا: "لست خائفًا"


يروي ماكسيميليان فيلدهاكه قصة وداعه قبل ثلاث سنوات في كنيس يهودي بالولايات المتحدة، آنذاك تمنى له المودعون كل الخير والنجاح، لكنهم أضافوا: "نحن نخشى عليك، رجاء انتبه إلى نفسك جيدًا"، ويضيف أن بعضهم سألوه: "لماذا تريد الانتقال إلى أوربا حيث الحزن والموت؟"، ولماذا إلى ألمانيا تحديدًا؟

يبتسم فيلدهاكه، الشاب القادم من مدينة فونيكس الأمريكية ويقول، إنه لا يدري لماذ أراد دائما العيش في ألمانيا، ربما لأن جدوده من ألمانيا وربما بسبب سمعة بافاريا والبيرة والسجق، لكنه لا يملك جوابا على هذا السؤال ويقول: "كنت دائما أريد الهجرة إلى ألمانيا".

يعيش ماكسيميليان البالغ من العمر 26 عاما الآن في برلين حيث يدرس علوم الدين في كلية دينية منذ سنتين ليتخرج منها كحبر ليبيرالي، وقبل ذلك عاش سنة في مدينة دريسدن الألمانية.

"يرى الناس أنني يهودي ولم يصبني مكروه" يتفهم ماكسيميليان قلق أصدقائه في فونيكس الأمريكية، ويقول بلغة ألمانية متقنة تشوبها لكنة أمريكية: "أنا أدرك بالضبط أسباب قلقهم، لكن كان ذلك في عام 2012"، ويعبر عن انزعاجه من الأحكام المسبقة السائدة إزاء النازيين الجدد وقوى اليمين في ألمانيا، ويقول "ألمانيا، وخاصة دريسدن، لا يسكنها متطرفون يمينيون فقط".

ويشير إلى طاقيته التي يضعها اليهود على رءوسهم، الكيباه، ويقول: "يرى الناس أنني يهودي، ولا يصيبني أي مكروه"، ويقول إن الناس إما يحيونه بالعبرية ويقولون "شالوم" أو لا يحدث شيء، لذلك فهو لا يعير بالًا لتحذير المجلس المركزي ليهود ألمانيا بعدم ارتداء الكيباه في الأماكن العامة.

تجربة سلبية وحيدة مر بها خلال ثلاث سنوات من وجوده في ألمانيا، وكانت أثناء حرب غزة في الصيف الماضي حين قابله شابان "ربما من أصول تركية أو عربية"، وقالا له كلاما بذيئًا ضد إسرائيل ووصفوه بـ"يهودي خنزير"، يعترف ماكسيميليان أنه شعر ببعض الخوف، لكنه ذاك الخوف المتجذر لدى كل أمريكي "يعتقد مباشرة باحتمال أن يكون مع الناس سلاح، لكن الناس في ألمانيا لا تحمل السلاح طبعا".

ويضيف بأنه يشعر بالأمان في ألمانيا أكثر من الولايات المتحدة: "هناك يمكن أن تقتل كل يوم على قارعة الطريق"، لكثرة حملة السلاح في أمريكا.

المبالغات لا تساعد

أما حركة بيجيدا المناهضة للإسلام التي تحذر من "أسلمة الغرب" والتي انطلقت في أكتوبر الماضي من مدينة دريزدن، فلا تخيف ماكسيميليان فيلدهاكه، ويقول: "صحيح أن البعض ينظر إلى الحركة بشكل مغاير، لكن يمكن القول، إنه وحسب الإحصائيات، يبقى 470 ألف نسمة في بيوتهم ولا يشاركون في مسيرات حركة بيجيدا"، وهو يزور دريسدن مرة كل أسبوعين، وإذا صادف وجود مظاهرة لبيجيدا، فإنه ينضم إلى المظاهرة المضادة.

وعن دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتينياهو يهود أوربا بالهجرة إلى إسرائيل بسبب تنامي معاداة السامية في أوربا، يهز فيلدهاكه رأسه ويقول، بأنه ليس من أنصار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لكن جملتها التي تقول فيها إن اليهود جزء من الحياة في ألمانيا تعجبه كثيرا ويؤيدها، ويبتسم ويضيف: "ميركل هي رئيسة حكومتي وليس نتينياهو، وهذا أفضل هكذا، نتينياهو، أنت تطلب أن نهاجر جميعا، شكرًا لك، لكن الأفضل هو أن لا نهاجر".

ثم يقول بجدية طبعا هناك معاداة للسامية في ألمانيا وأوربا وهو لا يريد الحديث عن معادة السامية في دول أخرى، ولكن من الضروري الحديث عن معادة السامية، لكن "هذه المبالغات لا تفيد ولا تساعد أحدا"، وهو يريد الحصول على الجنسية الألمانية في أقرب فرصة ممكنة، ويقول: "من يريد التغيير في مجتمع ما، فعليه أن يحمل جنسيته".

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية