رئيس التحرير
عصام كامل

مفاتيح السعادة


لا نملك وحدات قياس ثابتة للعلاقات الإنسانية، فهي تختلف عن المعادلات الكيميائية والعمليات الحسابية، فحب الأبناء لا يعني السيطرة عليهم، كما أن الاحترام ليس قبولًا للمذلة، أو أن الدفاع عن الحق سوء أدب.


ترسل إلى سيدة فتقول: مشكلتي التي أعاني منها هي أنني تزوجت من شاب، صحيح أنه طيب ويحبني إلا أنه واقع تحت سيطرة أمه ذات الشخصية القوية، وهو ابنها الوحيد وله أخت واحدة كانت متزوجة وطلقت لكثرة تدخلات أمها في حياتها. رزقنا الله بطفل، تريد والدة زوجي الاستئثار بابننا وتتحكم في كل ما يخصه، تصمم أن تراه كل يوم ولا ترحب بوجودي أبدًا، تتعمد انتقادي وتسفيه آرائي والانتقاص من قدري أمام زوجي، أصبحت حياتي تعيسة أشعر بالوحدة والضيق لا سيما أن زوجي يزور والدته دائمًا ويصطحب ابني معه من دوني، لأني لا أحب زيارتها.

أهلي يعيشون في بلد آخر ولم أزرهم منذ تزوجت، لأن زوجي لا يسمح لي بالسفر لزيارتهم وحدي.. إن شكوت له يطلب مني الصبر على مضايقة أمه لي ولا بيذل جهدا يذكر لتصحيح الوضع... كنت أظنه سيحفظ حقوقي ولكنني مع الأسف لم أحظ بهذا.... أرجو مساعدتي في حل مشكلتي.

بداية اعلمي أن زوجك ضحية سيطرة أمه، لذلك قفي معه وسانديه وتحلي بالصبر حتى تتمكني من الحفاظ على حياتكما لأن حياتكما تستحق أن تخوضي لها معركة التغيير.

بالنسبة لأم زوجك حاولي التودد لها لكن دون ضعف أو ذل، وعامليها بأخلاقك الطيبة فربما دعاها حبها لابنها وخوفها من استحواذك عليه وضياعه منها لمعاملتك بهذا النفور، ولا تشتكي له منها أو تتحدثي عنها بطريقة غير لائقة حتى لا تحمليه هموم عدم وفاقك مع أهله - وهذا شعور سيئ للغاية- فتتحول الحياة لنكد مستمر، دعيه يرى بنفسه أخلاقك الطيبة وأتوقع أن يبذل جهدًا لتصحيح الوضع، وسيدفع عنك ما يقع عليك من أهله، كما لا أنصح أن تتركي زوجك وابنك يذهبان بدونك أبدا ولا تسمحي لأحد أن يفرق بينكما، لأنه سيتعود على فراقك ولا يشعر بأهمية وجودك في حياته أصلًا وعندها تكونين قد خسرت كل شيء، من المهم أن يشعر زوجك بحبك وتقديرك له.

أثبتي لزوجك مهاراتك وقدراتك واجعليه يقدرك حتى لا يؤثر فيه انتقاد أمه لك فيفقد ثقته بقدراتك، أما بالنسبة لموضوع زيارتك لأهلك فهو من حقك الطبيعي لكن لا تفتحي كل الجبهات في وقت واحد، انتظري حتى تحققي هدفك الأول ( حب زوجك لك، تعوده على وجودك في حياته، احترامه لك واقتناعه بصفاتك وملكاتك، إيمانه بقدراتك في تربية ابنك وجوانب الحياة الأخرى، تقديره لعلاقتك بأهله)، وعندما تشعرين أنك حققت النجاح في حياتك، تخيري الوقت المناسب وافتحي الموضوع للمناقشة، ولا أتصور أبدًا أن يرفض وقتها لك طلبًا، فأنت الزوجة الحبيبة والسكن، أنت الصديقة الودود، أنت الحياة كلها، تأكدي أنك تملكين مفاتيح السعادة وأسرارها.
الجريدة الرسمية