رئيس التحرير
عصام كامل

وفاة أشهر «سيدة» في مصر!


تزامنًا مع زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القاهرة، مساء أمس الأول الاثنين، أعلن عدد من المسئولين وفاة أشهر «سيدة» في مصر وتدعى «شفافية هانم» بنت «نزيهة هانم»، حفيدة «نزيه باشا».


فبعض السادة المسئولين أعلنوا إغلاق محطة «الأوبرا»، مبررين ذلك الإجراء بـ«تأمين زيارة بوتين» إلى دار الأوبرا المصرية، بصحبة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بينما صرح مسئولون آخرون بأن إغلاق محطتي مترو «الأوبرا وأرض المعارض» لـ «إجراء أعمال الصيانة».. شوفوا الصدف، أعمال الصيانة تبدأ من بدء زيارة الدب الروسي، وتنتهي بانتهاء زيارته!

قد يبدو ذلك الأمر «تافهًا»، أو ربما أنا أكون «ساذجًا»، أو «أتصيد الأخطاء» للمسئولين، لكن بالنسبة لي هذا الموضوع متعلق بموضوعات وقضايا أخرى، نبحث فيها عن «الست شفافية»، التي صدعونا بالحديث عنها.

راجع سيادتك التصريحات المتناقضة حول مقتل الناشطة «شيماء الصباغ»، بداية من مشاركتها في وقفة بميدان طلعت حرب، وملابسات قتلها، وقاتلها الحقيقي، ونوعية السلاح المستخدم في الجريمة، ثم ما انتهى إليه التحقيق.... أين الشفافية؟ لا أدري.

طيب.. راجع سيادتك التصريحات المتناقضة حول حقيقة التفجيرات الثلاثة التي ضربت سيناء في وقت واحد، عقب انتهاء مبارة القمة بين الأهلي والزمالك يوم الجمعة 29 يناير الماضي.. كم عدد الجنود والمدنيين الذين استشهدوا وأصيبوا في هذه الحوادث؟، «الإسعاف» تقول أرقامًا، مصادر أمنية تقول أرقامًا ثانية، ومصادر عسكرية تذكر أرقامًا ثالثة، والمتحدث العسكري قال إنه سيعلن كل التفاصيل، والأعداد الحقيقية للضحايا عقب الانتهاء من عملية «الحصر» بكل «شفافية».. وحتى الآن لم نَرَ أي أثر لهذه الشفافية!

أيضًا أين «الشفافية» في قضية تزوير الانتخابات الرئاسية التي جرت بين «مرسي» و«شفيق»؟ بل أين «الشفافية» في قضية «التمويل الأجنبي»، والسماح للمتهمين الأجانب بالسفر إلى بلادهم؟ وأين «الشفافية» في حادثتي «رفح الأولى والثانية»، و«مذبحة الفرافرة»، «موقعة الجمل»، و«اقتحام السجون»، وقتل المتظاهرين؟

مئات، بل آلاف «أين» التي تبحث عن «الست شفافية»، دون الوصول إلى إجابة تشفي غليل السائل.. وعجبًا لأمر الحكومة التي تطلب منا- عقب كل كارثة- أن نقف إلى جوارها، ونصدقها، ونثق في مسئوليها، بينما هي لا تحترم عقولنا، ولا تحترم حقنا في «المعرفة»، وفقًا للدستور.

لقد استبشرنا خيرًا بعد ثورتي «25 يناير» و«30 يونيو»، وقلنا إن «الست شفافية» ستتعافى من المرض الذي أصابها طوال العقود والعهود السابقة.. لكن خاب أملنا، وحالة «شفافية هانم»، ازدادت سوءًا، ولم يعد أمامنا سوى الإعلان عن وفاتها.. الفاتحة على روحها!
الجريدة الرسمية