رئيس التحرير
عصام كامل

أرجوك لا تقرأ هذا المقال..

بولا حسني
بولا حسني

لحظة من فضلك.. "لا تقرأ هذا الموضوع"، وأنا سأشاركك في هذا، فالقراءة الأيام دي أصبحت عبارة عن "تغريدة" على تويتر والابتسامة تحولت بقدرة قادر إلى صورة كرتونية، والكثير من التغييرات التي طرأت علينا حديثا، التي أصابتنا بهوس مواكبة العصر ولكن لم يدرك أحد أننا حينما نصل إلى "العصر" بيكون "الفجر" شقشق في أماكن أخرى.


الكل يترحم على زمن الفن الجميل، ولم يلاحظ أحد أن الأخلاق أيضا رحلت عن بلد تتحدث ليل ونهار عن أصول ولاد البلد، وتعريف الأمم "فنهم" وعندنا في مصر تعريف الأمم "نفيهم"، حتى لا نجد أنفسنا في قاع التاريخ، وليس بالفن وحده يحيا الإنسان.

ولكن بالتمويل العقاري الذي من المفترض أن يساهم في رفع أعباء المعيشة نوعيا عن المواطن، ولكن استكمالا لدور الفن الذي أصبح "هابطا"، فن "التوك توك"، فتحول التمويل من "عقاري" إلى "عقاقيري"، من منطلق "يا توفروا لهم الكولة" يا تبنوا لهم كباري يناموا تحتها.

ينقل الفن الصورة الضحلة التي وصل إليها مجتمع كان الزي الرسمي فيه للمرأة "ميكرو جيب"، وأصبح وجود المرأة في الشارع يحتاج إلى "ميكروكروم"، ومن زمن "عبد الوهاب" لزمن "عبده موتة" تغيرت قوانين كثيرة.. وتم إلغاء القانون الفرنسي بقانون "الغابة" حيث لا وجود "للغلابة".

الفن المستحدث يجسد حالة الحي الشعبي على أنه مستنقع للبلطجة والحي الراقي على أنه ملهى ليلي.. مع استئصال مبادئ الرقي المجتمعي "كالأخلاق والبروتوكول والإيتيكيت" لأنها أصبحت أفلاما قديمة.

ولأن المثل بيقول "من فات قديمه تاه" فتحول نصف المجتمع "إلى تجار آثار" حتى لا يضلوا الطريق إلى الحي الراقي.. في الوقت الذي انقسم فيه الشعب إلى فئتين فئة تتبادل "العقارات" وفئة تتبادل "العقاقير".. نقطة ومن أول السطح.
الجريدة الرسمية