رئيس التحرير
عصام كامل

ليلة اغتيال الصحافة المصرية


تتعرض الصحافة المصرية لعملية اغتيال واضح وممنهج منذ بداية الثورة المصرية  فطيور الظلام وأصحاب الفكر المتطرف لا يؤمنون بالحوار والحرية ومن الواضح أنه توجد قوة تريد تكميم الأفواه وعودة مصر لزمن الصوت الواحد والفكر الواحد فنحن نعيش فترة من التشويه والتخوين والتشكيك غير طبيعية ضد كل الصحف والصحفيين والتهم عديدة وكثيرة من أمثال أنهم ضد الثورة وفلول وعملاء ومأجورون وأجندات أجنبية والكثير والكثير من التهم ولكن لم يكن أحد يتخيل أن ينتهى المشهد سريعاً ويكشر الشيطان عن أنيابه بهذه السرعة ونعيش ليلة من الرعب والخوف من اقتحام وحرق مقرات العديد من الصحف بعد تلقيهم تهديدات وحصار من بعض الشباب الذين لانعلم من هم ومن يحركهم ويستخدمهم لتصفية الحسابات أو توجيه رسائل إلى كل صحفى وإعلامى إما السير فى الركب وعدم المعارضة وإما المحاصرة والاقتحام والقتل وكأننا نعود إلى شريعة الغاب والبقاء للأقوى وكل ما يحدث مؤشر خطير على وجود هجمة شرسة على الصحافة فمن يريد أن يحارب الرأى يكون بالحرية والحوار والرأى الآخر وليس العكس فلغة القوة تعكس ضعف وقلة ثقافة مستخدميها ومؤشر خطر على أن العنف أصبح وسيلة إنهاء الخلافات فى مصر الآن ولكن هل هذا المستقبل الذى نريده فى مصر بعد الثورة أم ماذا ؟.

العنف ضد الصحافة ومحاولة حصارها أمر غير معقول فى دولة إسلامية قامت بثورة ضد الظلم والمصادرة وتكميم الأفواه ولكن من الواضح أن الثورة المصرية تعيش انتكاسة كبرى وتوجد بعض القوى لا تتقبل النقد والمعارضة ولا نعلم لماذا لايقابلون النقد بنقد وإن كانت هناك بعض التجاوزات من قبل صحف وكتاب فعليهم محاولة عرض الحقائق عبر وسائل الإعلام المختلفة ونحن نعيش فى عالم الصحافة الحرة سواء المطبوعة أو الإلكترونية فالوسائل كثيرة لعرض الرأى والرأى الآخر والأهم أن العالم كله أصبح يعيش فى قرية صغيرة وإن كانت هناك بعض الصحف تروج للأكاذيب كما يعتقدون فعليهم بالقضاء ووسائل التقاضى السلمية والمشروعة ولكن أن نهدر العقول والأرواح وقيمة الحوار ونلجأ للعنف فهو دليل ضعف وعدم معرفة بأحكام ديننا العظيم - الإسلام -  وأنهم لا يتذكرون الآية الكريمة "وجادلهم بالتى هى أحسن" وغيرها من التعاليم الإسلامية التى تدعونا لإعطاء ألمثال الحى على تسامح ووسطية وحرية الإسلام وأنه لا يكمم أفواه مخالفيه .

هل هى رسالة لكل الصحفيين فى مصر إياكم والمعارضة والنقد فمن الواضح أن عملية التهديد والحصار للصحف لم تأت مصادفة أو عمل عشوائى بل هى عمل منظم لأن كل الصحف الخاصة والمستقلة تم إرسال التهديدات لها ومحاصرتها فى نفس الوقت فهل يدرك من فعل ذلك أن يشارك فى حرق مصر وأن ما يفعله جريمة فى حق الإنسانية وأنه يساهم فى مزيد من الانقسام داخل المجتمع الممصري ويقوم بإرهاب مباشر ضد مواطنين يقومون بعملهم ولماذا الصحافة تحديداً فى هذا الوقت هل لأنها تعرض كل شىء فى مصر بلا خوف من بطش السلطة أم أنها تمادت فى عرض الحقيقة حتى سقطت الأقنعة عن عدد كبير من القوى السياسية فى مصر أم ماذا ؟ فالأسئلة كثيرة والشكوك أكثر لأن ما يحدث لا مبرر له فكل مختلف مع صحفى أو جريدة عليه بالقضاء وليس الإرهاب .

إن مستقبل الأوطان التى تريد التنمية والاستقرار يأتى بالحرية المسئولة والرغبة فى التقدم والاستقرار ولذلك أوجه دعوة للجميع المختلفين مع  الصحافة المصرية الخاصة عليكم بالحوار والحوار الذى لاينتهى من أجل توصيل رسائلكم فكلنا شركاء فى بناء هذا الوطن وما يحدث لن يجعل الصحف تخشى تهديداتكم بل بالعكس سيزيد إصرارهم على كشف الحقائق وتوضيح كواليس المشهد السياسي للمصريين ولا نريد أن يزيد الاحتقان بين الطرفين، نريد أن تعيش مصر زمن الحرية المسئولة التى تبنى ولا تهد التى ترعى الحرية ولا تصنع الديكتاتورية التى تحترم الرأى والرأى الآخر فعصر تكميم الأفواه لن يعود ولن يعود الإرهاب المعنوى والفكرى فمصر ستظل بمشيئة الله ساحة للحرية والديمقراطية .


الجريدة الرسمية