رئيس التحرير
عصام كامل

أركون وحجازي.. وتأليف "قرآن" جديد!


لا أعرف من أين أبدأ.. عندما أرى ما يحدث من داعش الصهيوني، أو القاعدة الأمريكية، أو الإخوان وكل الجماعات الإرهابية في مصر وغيرها، أكاد أفقد عقلي، لأن ما نراه لا علاقة له بالدين، أي دين ولا علاقة له بالعقل والمنطق أو أي شيء في الدنيا، ولكن والحق لابد أن أعترف بأن هؤلاء ربما يكونون أرحم من هؤلاء ممن يسمون أنفسهم الفلاسفة أو أصحاب العقول المتقدمة أو يسمون أنفسهم بأي اسم.


وقع في يدي كتاب غير دوري باسم "أوراق فلسفية" عن ثلاثة بمثابة كبار العقول العربية، د.فؤاد زكريا، عابد الجابري، محمد أركون، وسأتحدث اليوم عن محمد أركون المفكر المغربي، الذي يعد الأشهر في الثلاثة على المستويين العربي والأوربي، وربما يعود السبب ليس ما قدمه من أفكار ولكن لكونه من المغرب العربي، وقوة وسهولة التواصل بين أوربا والمغرب العربي؛ نظرا للعلاقات التاريخية.

يكتب محمد أندلسي - أستاذ بجامعة مكناس المغربية - تسعى قراءة محمد أركون النقدية للقرآن إلى إزالة "طابع التقديس" عن النص القرآني!

ويضيف محمد أندلسي، أن أحد أهم مبادئ القراءة لدى أركون الأصالة والتميز والجرأة في الطرح باعتبار النص القرآني جزءا من التراث الفكري وليس نصا متعاليا - مقدسا - منفصلا عن التراث!!

ليس هذا فقط، ولكن تعالوا معًا.. لنرى ماذا يقول محمد أركون؟
ترتيب السور والآيات كما هو وارد في المصحف الرسمي "مصحف عثمان"، هو ترتيب عشوائي واعتباطي غير خاضع لأي اعتبار منطقي أو زمني!

ويقول السيد محمد أركون: إن مسألة "أسباب النزول التي يعتمدها التفسير التقليدي للنص القرآني، هي مسألة لا تخلو من تضليل وتمويه كذريعة لتبرير التفاسير التي يقدمها المفسر!

والرجل محمد أركون - كتر خيره - يرى أن من يتقدم لقراءة القرآن قراءة علمية نقدية لابد أن يتوفر بالمعرفة الشاملة العميقة!

هذه بعض أفكار محمد أركون، وشريحة تدعي العقلانية والحداثة وما بعد الحداثة، وكلامه على القرآن الكريم ينطبق على كل الكتب، والرجل لا يرى أي قداسة على كلام الله، الذي يجب أن يخضع للنقد العلمي مثله مثل أي منتج إنساني ثقافي، ولا مانع من تصحيحه بما يتماشى مع العقل والمنطق من وجهة نظره طبعا!

الشيء الذي لم يصرح به هو إمكانية تأليف قرآن جديد يتناسب مع عقله وشروطه التي ينطبق عليها الحداثة وما بعد الحداثة، وهذا أمر ليس غريبا فقد حدث أن شاعرنا الهمام أحمد عبد المعطي حجازي، أقسم أنه بإمكانه أن يؤلف قرآنا أفضل من قرآن محمد!

صديقي القارئ هؤلاء هم جزء لا يتجزأ من داعش بل الأسوأ، فإذا كان داعش يقطع الرقاب فإن هؤلاء يفسدون العقول بل يفجرونها!.. إنهم مفسدون في الأرض ورب الكعبة.. لعنة الله عليهم ليوم الدين.
الجريدة الرسمية