رئيس التحرير
عصام كامل

تحية لدمشق الصامدة


منذ مارس ٢٠١١ وحتى أبريل ٢٠١٤، وصل عدد ضحايا الحرب في سوريا أكثر من ١٩١ ألفًا وملايين اللاجئين، والأرقام الخاصة بالأطفال والمدنيين والنساء مذهلة، ومظاهر الخراب والدمار لا تطاق.. سنوات والسوريون يقاتلون وحدهم كل صنوف التيارات المتطرفة، وكل ألوان التشدد، والعالم بين مؤيد للعمليات الإرهابية تحت عنوان براق اسمه «الثورة» امتطته قوات الشر في ليبيا، واعتلته قوى الخزى والعار في اليمن، وكادت أن تفوز به في مصر.


تحية واجبة لكل جندي سوري يحمل روحه فوق كتفه فداء لوطنه، وتحية لكل أم سورية تضحي بفلذة كبدها حماية لبلادها، وتحية لكل أب سوري لا يزال يحمل أملا في انتصار بلاده على قوى الطغيان والشر، وتحية لكل المؤمنين بحق الشعوب في الدفاع عن أراضيها، وتراثها، وتاريخها، واستقرارها، وأمنها، وخصوصياتها.. تحية رغم كل ما حاولوا أن يصدروه لنا في عواصمنا حول الثورة والثوار؛ فلا ثورة تقوم على الدم والتواطؤ والعمالة والتمويل.

ليست ثورة تلك التي تتعاون مع تل أبيب، وليسوا ثوارا هؤلاء الذين يطلون علينا من شاشات الخيانة والعمالة، وليسوا شرفاء من يحملون السلاح أيا كان مبرره، وأيا كانت دواعيه.. غاندي العظيم حرر بلاده من إمبراطورية الشر دون سلاح ولم يقبض دولارا من قوى أجنبية.. نشر الحب والتسامح.. واجه القتل بابتسامة مقاومة.. وانتصر بسلاح الإيمان دون أن يكل أو يمل. مانديلا العظيم حرر بلاده من العبودية والاحتلال والاستعمار؛ فكان سلاحه قلبا عامرا بالإيمان.. الإيمان بالحرية.

المصريون أسقطوا واحدا من أعتى الأنظمة، وكان سلاحهم كلمة حق رفعوها في وجه سلطان جائر.. تاريخ الشرفاء يعرفه الجميع، والخونة يراهم الجميع يأكلون على كل الموائد.. أنظمة عربية لا يهمها إلا إسقاط الأسد.. نزعات الثأر العربية المتخلفة تأكل وطنا عربيا.. تطارد أهله.. تنقض على كل تاريخه.

سيكتب التاريخ أن الشعب السوري واجه منفردا قوى الطغيان الديني وقوى الشر السياسي.. سيكتب التاريخ أن سوريا الصامدة الأبية القوية حاربت وحدها قوى متآمرة عربية وأمريكية وأوربية.. قاتلت وحدها عالما بأكمله.. حاربت ضد انتشار الزيف الدينى، وضد انتصار الزيف السياسي، وضد إمبراطورية الشر الكبرى.. ضد أمريكا وعملائها في المنطقة.. أقول ذلك وأدعو إلى مناصرة سوريا في حربها فسقوطها سيكون كارثيا علينا، وعلى كل الشرفاء في المنطقة.

هل نذكركم يوم سقطت بغداد.. يوم أن قلنا سترددون يوما أنكم أكلتم يوم أكل الثور الأبيض.. يوم أن قلنا إن أولى بوابات السقوط العربي انهارت.. يوم رددنا على الملأ أن بغداد وريد ذبح، ولم يبق إلا شريان الحياة في مصر.. سوريا قلب نابض بالصمود.. سوريا لا تزال ترفض ورفضها يحتاج منا العون، وعلى النظام المصري أن يتحرك قبل أن تحاصرنا الهزائم.. ليبيا سقطت في مستنقع الفوضي والدم والقتل وها نحن نعانى.. نعانى من أجل أهالينا في طرابلس وبنغازي ومصراتة.

في ليبيا تنمو قوى شر من أراد أن يتذكرها لابد وأن يستعيد ملامح المدافع الإيطالية التي كانت فوهاتها صوب القاهرة.. في ليبيا تنشط عصابات المتأسلمين الراغبة في هدم أسوار القاهرة.. يشوهون الملامح المصرية على أرض وطننا الثانى.. يقتلون كل ما هو مصرى ينبت هناك فماذا ننتظر؟!

ليس من المنطق أن نترك العاصمة الثانية تسقط؛ لأن شيوخا يريدون ذلك.. ليس من العقل أن نقف في صفوف المتفرجين ونحن نذبح في دمشق.. وليس من الدين أن نتركها نهبا للكفار الجدد(داعش والنصرة والإخوان).. سوريا تقاوم من أجلنا كلنا.. تحارب أمريكا فهل كانت أمريكا يوما من الأيام صديقا للعرب.. تقاتل داعش فهل كانت داعش صوتا للرحمن.. تناهض أوربا فهل كانت أوربا داعية سلام ؟!!
الجريدة الرسمية