رئيس التحرير
عصام كامل

«الهجرة وصناعة الأمل» خطبة الجمعة ببورسعيد

خطبة الجمعة
خطبة الجمعة

قال الشيخ محمد عوض منصور الأزهري، خطيب مسجد حمزة بمدينة بورفؤاد، خلال خطبة الجمعة، إن من أهمّ ما يسبقُ إلى ذهن المسلم في ذكرى الهجرة هو قوةُ الأمل، فبذكرى الهجرة يتجدد الأملُ في قلوبنا اقتداءً بالسيد الأعظم صلى الله عليه وسلم، وإن الهجرة والأمل قرينان لا يفترقان فلولا باعثُ الأمل ما أقدم قادمٌ على عمل. 


مؤكدا أن لولا شدَّة الأمل وصدق اليقين من رسول الله مع حلكة الظلام وشدة الإيذاء، ما أُذنَ له بالهجرة، فإن الفرجَ مع الصبر وإن اليسر مع العسر.

وقد جدد رسولنا الكريم سيرة آبائِه فأيقظَ فينا الأمل مقترنا بالعمل في هجرته الشريفة، لقد كانت شدة المحنة هي غايةُ أمله فحينَ مكروا به ليقتلوه أو يخرجوه أو يحبسوه، كان يقول للصديق إني أنتظرُ أن يؤذَنَ لي بالخروج، ثم في طلبِهِ هدايةَ قومِهِ كان يحدوه الأمل أن يخرج الله من أصلابِهم نسمةً توحدُ الله، وأعظَمُ ما كان يأمله صلى الله عليه وسلم، بناء دولةٍ فاضلةٍ يكونُ للمُسلمين ولغيرهم نفسُ الحقوق والواجبات فيها، ويرفعُ فيها أبناءُ الوطن لواء (يحبون من هاجرَ إليهم) وينصهرون تحت عنوان (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)، إنها الفارقةُ في تاريخِ البشرية حينَ يعلمُ أبناءُ الوطن قيمةَ الثروة البشرية.

وأشار عوض قائلا: انظر إلى قمةِ الأمل في قولِهِ لسراقةَ بن مالك وهو يُطارده "كيف بك إذا سورت سواري كسرى ويحوله إلى جنديّ من جنوده" وانظر إلى قمة أمله حين قال للصديق في الغار إن الله معنا، وهذا المعنى من قوة الأمل كان متغلغلا في أعماق نفوسِ أصحابه، انظر إلى صهيب حين دلهم على ماله آملًا ألا يخذله الله، وحين رفض عبد الرحمن بن عوف عرضَ أخيه سعد بن الربيع من الزوجات والأموال آملا أن يكتسب بعرقه وقد كان. 

وحين قبل المهاجرون مساعدةَ الأنصار على أمل أن يمكنوا من رد الجميل وقد كان بعد إجلاءِ بني النضير فقد اغتنى المسلمون وردوا على الأنصارِ أموالهم على أنَّ الأمل بلا عمل لا قيمة له بل هي أمانٍ كاذبة، فالعملُ والأملُ قرينان، وها نحنُ قد ودعنا عامًا مليئًا بالأسى والأحزان كم سالت فيه من الدماء وتمزقت فيه أشلاء واعتدي فيه على الأبرياء ولا ندري أيكون شاهدًا لنا أم علينا، وعلينا أن نأمل في عامنا الجديد الذي أظلنا الخير والرشاد راجين الله سبحانه أن يجعله عام تقدمٍ ورخاء واستقرارٍ وبناء على بلادنا والأمةِ الإسلامية.
الجريدة الرسمية