رئيس التحرير
عصام كامل

الذين صدقوا وعود مرسى هم الواعدون

18 حجم الخط

لكل الناس الذين أزعجهم كثيرًا خروج رئيس الجمهورية فى حواره المنتظر علينا قبل الفجر بساعتين ليحدث شعب مصر العظيم، ويفسر ويوضح له سياسة الدولة، أقول لهم: لا تنزعجوا أبدًا، فالرئيس من الأساس ملتزم بتعهداته واتفاقاته ووعوده التى قطعها من قبل، والحق يقال: هو يسير فى تنفيذها بخطى ثابتة وسريعة أيضًا ووفقًا للجدول الزمنى الموضوع مسبقًا.


وهنا لا أتحدث عن عهوده التى قطعها كى ينتخبه 13 مليون مواطن مصرى قرروا نصرة الثورة، فوعدوه بتسليمه دفة مصر ليديرها وصدقوا فيما وعدوا.

بل عهوده التى سبقت ذلك بكثير، بحكم تكوينه وتربيته فى تنظيمه السرى الدولى، الذى يمكن وصفه بضمير مرتاح إنه تنظيم إرهابى قام وخطط ونفذ عمليات إرهابية (ولنتذكر هنا واقعة اغتيال الخازندار، ومحاولة اغتيال جمال عبد الناصر، فقط على سبيل لمثال لا الحصر).

ربما صدمتنا من مضمون حوار مرسى ككل جعلتنا لا ننتبه بدقة لخطورة بعض التصريحات، منها مثلا أنها المرة الأولى التى يعترف فيها بوضوح محمد مرسى بأنه ينتمى فكريًّا وتكوينيًّا للجماعة التى ربته، فهو من قبل كان يقلل من أهمية هذه النقطة عند إثارتها معليًا من قيمة انتمائه لمصر، لكن فى هذا الحوار لم يذكر الرئيس انتماءه للوطن فى جملة واحدة، مكتفيًا بالقول إنه رئيس لكل المصريين ويتحاور مع الجميع.

نعم، فمرسى وفى بكل تعهداته للجماعة والتنظيم المسئول عن تكوينه الإنسانى والعلمى أيضا على حد تعبيراته.
فأولا: تخلص مرسى من المجلس العسكرى وسطوته، وصار هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، بصرف النظر كيف تم ذلك؟ عبر صفقة.. عبر خدعة.. لا يهم؛ لأن النتيجة التى نعيش فى ظلها أن محمد مرسى هو من يمكنه إعطاء الأمر للقوات المسلحة المصرية بالتحرك أيا ما كان نوع هذا التحرك.
وثانيا: تخلص مرسى تمامًا من سطوة السلطة القضائية عبر إعلانه الدستورى الذى ألغاه، وأبقى على آثاره التى أطاحت بالنائب العام، وقوضت عمل المحكمة الدستورية العليا، حتى تم الانتهاء من إجازة دستور الإخوان الذى يحكمون مصر من خلاله.
وثالثا: وبموجب الدستور تم تقليص دور المحكمة الدستورية العليا، وإلغاء رقابتها اللاحقة على القوانين، مكتفيًا برقابة سابقة بدورها مقيدة بزمن محدد.

رابعا: وبموجب الدستور فرض مرسى هيمنته على الإعلام بسلطة القانون، وسنشهد الفترة القادمة سلسلة من القوانين المقيدة لحرية الإعلام، كما سنشهد أحكامًا بالحبس والسجن على الصحفيين والإعلاميين المصريين.

خامسا: وباعتراف الرئيس فى حواره أنه يرغب فى السيطرة على مفاصل الدولة المصرية، هو يسير بخطى سريعة جدًّا نحو تغيير كوادر الجهاز الإدارى للدولة المصرية، واستبدالها بكوادر إخوانية، ووزارة الداخلية مثال واضح، خاصة بعد ما نشر على لسان مساعد وزير الداخلية فى جريدة الوطن، وهو الخاص بتقنين أوضاع اللجان الشعبية وإلحاقها بالداخلية، باعتبارها شرطة شعبية ضمن مهامها الحفاظ على الأمن فى الشارع.

باختصار كان مرسى صادقًا فى وفائه بتعهداته لجماعته وأهله وعشيرته، وهى التعهدات السابقة بكثير على تعهداته أمام الشعب المصرى.

الجريدة الرسمية