رئيس التحرير
عصام كامل

سكتنااااله.. دخل بناره !!


الجماعة الإرهابية فشلت في تحقيق الحشد الكبير في ذكري فض بؤرتي رابعة والنهضة، كما فشلت في كل ما كانت تدعو إليه قبل 30 يونيو نهاية العام الأسود من حكم الإخوان في تاريخ مصر الحديث، ولا أبالغ إن قلت والقديم أيضا، وكلنا يتذكر شعارات منصتي رابعة والنهضة التي لا داعي لذكرها بعد أن تحولت إلى عناوين فشل تؤرخ لجماعة إرهابية تمكنت في لحظة ضعف وسيولة ومؤامرة أن تحكم مصر لمدة لم تتجاوز العام بيوم واحد وسقطت السقوط الأخير الذي لن تنهض بعده أبدا، ومع ذلك ما زالت تحاول إثبات أنها على قيد الحياة رغم موتها إكلينيكيا في 3 يوليو 2013 ليس من أجل العودة للحكم فهذا صار من الخيال، ولكن من أجل الانتقام من الوطن الذي قالوا عنه إنه (حفنة من تراب نجس) فقرروا أن يحرقوه طالما فشلوا في أن يحكموه !

قبل ذكري فض رابعة والنهضة خرجت علينا التصريحات والتهديدات التي تتحدث عن حرق مصر وعن خطة الجماعة الإرهابية في احتلال الميادين بالملايين واقتحام المؤسسات الحكومية والوزارات، وكادوا يقولون إن مرسي سيكون في القصر بعد العصر كما كانوا يتوهمون أثناء اعتصام رابعة والنهضة، لكنهم فشلوا كما فشلوا من قبل في كل فعالياتهم منذ عزل مرسي وطرد الجماعة من سدة الحكم بإرادة شعبية كاسحة، لذلك ذهبوا إلى إشعال الحريق في كل ما تصل إليه أيديهم القذرة.. 

في الأوتوبيسات وعربات القطارات، وتفجير محولات الكهرباء وأبراج الضغط العالي أملا في إظلام مصر، ورغبة في أن ينفد صبر المصريين وتتراجع طاقاتهم الإيجابية وينقلبون على الرئيس والحكومة، وينشغلون عن مشروعهم القومي الذي أطلقه الرئيس بعد شهرين من توليه المسئولية!! 

الجماعة الإرهابية تنفذ سياسة الأرض المحروقة، وخزائن الأموال القطرية والتركية مفتوحة لأجل غير مسمي، وجيوب وكلاء الفتنة وخونة الأوطان وعبيد الإخوان والأمريكان تبتلع ما ينساب فيها على مدى الساعة !! المهم أن تخسر مصر ويكفر الشعب بقيادته وحكومته، وأن تتوقف جهود التنمية وتنكسر إرادة الوطن فلا يستطيع الخروج من هذه الدوامة ! 

في يومين تم حرق وتفجير عشرات المحولات الكهربائية وأبراج الضغط العالي، وبعيدا عن تكلفة الإصلاح والتجديد التي تصل إلى أكثر من 300 مليون جنيه فإن الرسالة التي تصدرها الإرهابية تريد أن تقول إنها ما زالت قوية وتستطيع التأثير، وأن المجتمع غير مستقر، وأن الخطر قريب من كل شيء.. وهذا ما يدعو للتوقف أمامه بعض الوقت ونطرح بعض الأسئلة.. 

هل الدولة في حالة ضعف أو أجهزتها الأمنية غير قادرة على التصدي لهذه الأعمال ؟ هل تري الأجهزة المعنية أن ما يحدث لا يستحق التوقف أمامه رغم تأثيره السلبي على كل الناس؟ هل هناك قضايا أخرى أهم من قضية الأمن المحورية في كل ما تتعرض له مصر الآن؟ هل هناك خلل أو قصور علينا قراءته جيدا في خطة الردع والزجر التي يجب عدم إغفالها ونحن نشحذ الهمم للتمترس وراء مشروعنا القومي الذي يرسم ملامح مستقبل ندعو الله أن يكون خيرا لكل أبناء مصر المخلصين؟ هل البطء في عقاب المجرمين والخونة صور لهم أن الدولة عاجزة عن ضبط إيقاع الحياة فيها، وأن السلطة مرتعشة وهي تواجه ما يحدث ؟ !! كل هذه الأسئلة وغيرها تحتاج إجابات واضحة لا لبس فيها.

ورغم علمي وثقتي وإدراكي بأن الدولة حاضرة والقيادة السياسية تمتلك الإرادة القوية وأن الحكومة غير مرتعشة إلا أنني أسأل.. لماذا حتى الآن لا تسقط الدولة الجنسية المصرية عن كل هؤلاء الذين يعملون ضد مصالح الوطن العليا في قطر وتركيا وأي مكان خارج مصر كما تفعل باقي الدول التي تحافظ على أمنها القومي؟ لماذا لا يصدر تشريع يوقع عقوبة الإعدام على كل من يضبط وهو يفجر أبراج الكهرباء أو وهو يحرق منشأة أو سيارة شرطة أو جيش لأنه يواجه دولة ويدمر ممتلكات شعب ؟ لماذا يمثل هؤلاء المجرمون أمام قضاء مدني لتستمر محاكماتهم شهورا وسنوات فيغيب الردع والعقاب؟ لماذا لا يعاقب وكلاء الفتنة الطلقاء في كل مكان والذين يطلون علينا من شاشات الخراب والتدمير ؟ لماذا لا نسمع عن عقوبات سريعة وناجزة تكون عبرة لمن لا يعتبر؟ لماذا نغض الطرف عن تحالف دعم الشوارعية الذي يصدر التعليمات والبيانات ويحرض على العنف جهارا نهارا ؟ 
هل لأننا سكتنا له دخل بحماره – أقصد بناره – لأنه يعلم أن من أمن العقاب أساء الأدب.. أقصد حرق البلد ؟!! 
الجريدة الرسمية