انقلاب في «جمهورية الإخوان».. «سيد قطب» يقود ثورة الشباب.. رجال بديع يخشون وفاة الإخوان «تاريخيًا».. المغير وعز يقودان تيارًا شبابيًا للإطاحة بقيادات الصف الأول.. والسلاح
«الفشل يولد العنف».. هذا طريق اختارته جماعة الإخوان لنفسها بعد فشلها في اختبار عام من حكم مصر، قبل الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، فيما فشل أيضًا ما يعرف بـ«تحالف دعم الشرعية» في تحقيق مخططاته الشيطانية السوداء التي كانت تستهدف الانفراد بجزء من مصر وإعلانه تحت السيادة الإخوانية.
ورغم فشلها، لا تزال الجماعة متشبثة بالسير على نفس النهج وبنفس الإستراتيجيات الفاشلة التي أشعلت غضب شباب الإخوان أو كما يعرفون بـ«قيادات الصف الثاني»، ممن بدءوا يعبرون عن غضبهم من التعامل الإخوانى مع الأزمة الراهنة واستمرار مسلسل الفشل منذ 3 يوليو 2013 وحتى الآن.
بعد عام من عزل مرسي من منصبه كرئيس للجمهورية، قال مصدر مقرب من جماعة الإخوان - رفض ذكر اسمه - في تصريحات خاصة لـ«فيتو»: "هناك ثورة كبرى داخل جماعة الإخوان بمصر يقودها بعض الشباب، وعلى رأسهم أحمد المغير «المتطرف» الرافض للسياسات الحالية للجماعة وفشلها في إعادة مرسي إلى سدة الحكم مرة أخرى"، لافتًا إلى أن الشباب الثائر يطالب قيادات جماعته بتصعيده للقيادة وترك الساحة له لاستعادة الشرعية التي سلبت من المحظورة بعد حلم بالوصول إليها.
وأضاف المصدر: «كانت تظاهرات 3 يوليو 2014 هي الفيصل، فالقيادات كانت تراهن على نجاحها غير أن حالة الفشل التي خرج بها المشهد جعلت يد الشباب هي العليا داخل الجماعة»، وشدد على أن جماعة الإخوان ترفض فكرة تصعيد الشباب، نظرًا لعدم قدرة التنظيم السيطرة عليهم وعلى جموحهم الفكري، ما يضع المحظورة في مشاكل كبرى ليس في مصر وحسب بل في العالم بأسره، بعد أن يظهر الوجه الحقيقى لهم والذي يتجسد تمامًا في قيادات الصف الثانى الذين يميلون إلى مدرسة قطب التي تدعو إلى الجهاد المسلح ضد الدولة ومؤسساتها، ما يقود إلى اندلاع حرب أهلية.
ولفت إلى أن شباب الإخوان يرون أن مستقبل الجماعة أصبح في خطر بل مستقبل تيار الإسلام السياسي كله أصبح معرضًا للاندثار، الأمر الذي يحتاج تدخلهم وقيادتهم للحراك الثورى في الفترة المقبلة بعد فشل القيادات.
«الإصلاحيون يتصدرون»
وعن فكرة تصعيد شباب الجماعة ومدى ضروريتها لضمان بقاء الإخوان في المشهد رغم العنف المتوقع، قال هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية: «لا أتوقع أن تقوم الجماعة بتصعيد شباب يميلون إلى العنف والتخريب، بل أتوقع العكس تمامًا بمعنى أنهم سيعمدون لتصعيد وجوه ورموز محسوبة على الفكر الإصلاحى والصوت الوسطى المعتدل، لأن تصعيد الشباب القطبيين أمثال عز والمغير سيكون عبئًا ثقيلًا على الإخوان وسيحملهم خطايا وأوزارًا وخسائر مضاعفة، خاصة أن هؤلاء أقرب إلى فكر القاعدة ويجنحون للعنف أكثر من إخلاصهم وتمسكهم بفكر جماعة الإخوان».
وتابع: «الإخوان تحتاج اليوم إلى القيادة الرشيدة الحكيمة التي تنتشل التنظيم من أزماته وورطته الكبيرة وتحافظ على المتاح الموجود وتبنى عليه ولا تطلب المستحيل المفقود وتستنزف باقى الجهود في السعى إلى ما أصبح في عالم ما وراء الواقع».
وعن مصير الجماعة في حالة نجاح الثورة الشبابية داخلها وتصعيد أحمد المغير وزميله الهارب إلى قطر عبد الرحمن عز لقيادة المشهد بمصر، ذكر الباحث في شئون الإسلام السياسي أن تصعيد هذه الأسماء يعنى تحول الإخوان قريبًا إلى تنظيم يتبنى العنف وجعل التغيير بالقوة منهجًا له، ما يجعل الجماعة في مواجهة مباشرة مع الشعب ليس النظام الحاكم وحسب، وخسر كل من واجه الشعب المصرى عبر التاريخ الطويل.
واختتم النجار تصريحاته، قائلا: «الإخوان في حاجة لتصحيح ومراجعة وقيادة حكيمة عاقلة، وإذا سلمت الجماعة نفسها للمغير وعز فقد كتبت نهايتها بيديها، وهذا أشبه بتسليم الشيخ البنا مقاليد أمور التنظيم الخاص لعبد الرحمن السندى الذي أضاع الجماعة بعملياته العسكرية الموجهة للداخل مستهدفة شخصيات سياسية وقضائية مصرية في خصومة مع الإخوان».
«الحل بالسلاح»
أما عمرو عمارة، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، فأكد لـ«فيتو» صدق وجود ثورة حقيقية داخل الجماعة يقودها أحمد المغير الذي يرفض كل الرفض التعامل السلمى مع الأزمة الراهنة، رافعًا عدة شعارات أبرزها «لا عز إلا بالجهاد.. لا حل إلا بالسلاح.. قاتلوهم».
وأضاف «عمارة»: «الصف الثانى من شباب الجماعة يشمل المتأثرين جدًا بأفكار سيد قطب.. نفس الرجل الذي كنت متأثرًا به أنا شخصيًا أثناء وجودى بالجماعة، وهو نفس الرجل الذي يعتبره أحمد المغير والهارب عبد الرحمن عز قدوة لهما، ما يبشر بالكثير من أعمال العنف والدم في حالة نجاح الثورة التي يقودها المغير داخل صفوف الجماعة لتبديل السياسات».
وحذر من انضمام كثيرين من شباب الجماعة لأفكار أحمد المغير، ولعل أبرزهم عبد الرحمن عز الذي شن حربًا شرسة على المغير وطالب بإسقاط عضويته من الإخوان، بسبب تحريضه على العنف، وعز الدين دويدار الذي أعلن منذ فترة، شن حرب نفسية على المغير لإجباره على ترك الجماعة، لكن تطورات الأحداث دفعت «عز» و«دويدار» لتغيير موقفهما من «المغير».
وتابع: «معظم القيادات الشبابية في الإخوان أصبحت تتبنى أفكار المغير الجهادية بل القاعدة الجماهيرية من الشباب أصبحت مرحبة بشدة بتلك الأفكار، خصوصًا بعد بث اللجان الإلكترونية الإخوانية عددًا كبيرًا من الأكاذيب، أبرزها فكرة اغتصاب مؤيدات مرسي داخل السجون، ما أدى إلى تعبئة شباب الإخوان نفسيًا بصورة رهيبة وجعلهم يوافقون على إستراتيجية أحمد المغير المسلحة في التعامل مع الأزمة الراهنة».
وأنهى عمرو عمارة، تصريحاته متوقعًا أن تنجح ثورة شباب الإخوان وتصعيد الصف الثانى المنتمى لأفكار سيد قطب بعد الفشل الذريع الذي حققته الجماعة طوال عام كامل من سلميتهم المزعومة، ومن ثم يلجئون إلى خيار العنف عسى أن ينجحوا فيما فشلت فيه القيادات التقليدية للإخوان».
