رئيس التحرير
عصام كامل

كاتب أمريكي: جون كيري سبب الحرب على غزة

وزير الخارجية الأمريكي،
وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري

رصد الكاتب الأمريكي، آرون ديفيد ميلر، خمس مغالطات قال إنها تحتاج إلى تصويب حول الصراع الذي يبدو لانهائيا بين الإسرائيليين والفلسطينيين.


واستهل مقالا أوردته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية بالحديث عن أول مغالطة وهي أن «فشل وزير الخارجية جون كيري هو ما أفضى إلى الأزمة»، وقال «ميلر»، إن فشل «كيري» أو نجاحه في إحياء عملية السلام، لا يمت بصلة إلى حادث اختطاف وقتل ثلاثة فتية إسرائيليين على أيدي متطرفين فلسطينيين، ولا إلى ما استتبعه ذلك من تعذيب وقتل لفتى فلسطيني على أيدي متطرفين إسرائيليين.

ونوّه «ميلر»، الخبير في المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إلى أن مساعي كيري إنما فشلت لعدم قدرة أو رغبة بنيامين نتنياهو ومحمود عباس في التوصل لاتفاق بشأن نقاط مهمة مثل كيفية تقسيم القدس وقضية اللاجئين الفلسطينيين.

والمغالطة الثانية بحسب «ميلر»، هي أن «أزمة غزة لها حل عسكري»، ورصد «ميلر» في هذا الصدد مطالبات الكثير من الساسة الإسرائليين لنتنياهو بضرورة قيام الجيش الإسرائيلي بإعادة احتلال غزة وتدمير حركة حماس، لكن معظم الإسرائليين والفلسطينيين يعرفون من تجارب سابقة في 2008-2009، و2012 أن هذا ليس الحل.

ورأى «ميلر»، أن إسرائيل ليست مستعدة لدفع الثمن السياسي أو الاقتصادي أو السيكولوجي الذي يتطلبه احتلال غزة أو شن اجتياح عسكري مكثف لتدمير حماس كمنظمة، وأكد «ميلر» أنه لا توجد حلول أخرى، لا شيء غير مخرج آخر تنعم إسرائيل بموجبه على درجة من الهدوء المؤقت، لكن من دون إبادة صواريخ حماس.

والمغالطة الثالثة بحسب «ميلر»، هي أننا «على وشك أن نشهد انتفاضة ثالثة»، وقال «ميلر» إن وتيرة العنف في الضفة الغربية وغزة قد تتصاعد، لا سيما إذا شهدت معدلات وفيات المدنيين في غزة ارتفاعا دراماتيكيا.

ورأى أن الهدوء الذي شهده الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين على مدى السنوات الأخيرة أسهم بشكل كبير في تضخيم موجة العنف الراهنة، مما دفع كثيرا من المراقبين إلى القول بأننا على وشك انتفاضة ثالثة.

وقال «ميلر» إن الشعب الفلسطيني عانى كثيرا من الانتفاضة الأخيرة التي لم تجلب له إلا الكوارث على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ورصد «ميلر» نتائج استطلاعات للرأى أجريت مطلع الشهر الماضي أشارت إلى أن الفلسطينيين يركزون اهتمامهم على الاقتصاد أكثر من الاحتجاج.

إضافة إلى ذلك عدم وجود مشابهة بين ياسر عرفات، الذي لم يترك البندقية ومات إبان الانتفاضة الثانية، وبين محمود عباس الذي لا يرغب أو لا يستطيع شنّ حرب مباشرة ضد إسرائيل.

فوق هذا وذاك، تتطلب مواجهة إسرائيل تعاونا جديا بين حركتي حماس وفتح، وهو ما لا تبدو أي من الحركتين مستعدة له رغم اتفاق الوحدة المبرم بينهما مؤخرا.

والمغالطة الرابعة بحسب «ميلر»، أن «نتنياهو المتشدد متحمس لسحق غزة»، وأن عدوانيته للفلسطينيين هي سبب الأزمة الراهنة، وأكد ميلر على قناعته أن نتنياهو يقف في منطقة وسطى بين متطرفي اليمين واليسار في حكومته؛ فهو لا يريد تصعيدا رغم رغبته في أن يضرب حماس بقوة.

وأكد «ميلر»، أنه حتى الآن لم تزل العملية العسكرية ضد غزة محدودة ولم تصل بعد إلى حد ما وصلت إليه حرب إسرائيل 2006 مع جماعة «حزب الله» اللبنانية، ولا ما وصلت إليه عملية "الرصاص المصبوب" على غزة 2009.

وقال «ميلر» إن استمرار توجيه صورايخ حماس بعيدة المدى إلى تل أبيب والقدس قد يسفر عن توسيع للصراع، لكن هذا ليس لأن نتنياهو يريد ذلك.

والمغالطة الخامسة والأخيرة بحسب ميلر هي أن «واشنطن تستطيع وينبغي عليها إنهاء هذه الأزمة»، ورصد «ميلر» في هذا الصدد انتقاد السيناتور الجمهوري جون ماكين لإدارة أوباما على عدم القفز وسط أزمة غزة.

ورأى الكاتب الأمريكي، أن واشنطن تفتقر في الوقت الراهن إلى الأسباب الرئيسية للتدخل الناجح، وقال «ميلر»، إن آخر ما تحتاجه الولايات المتحدة هو تقوية ضلع حماس مقابل إضعاف جانب عباس، عبر التعاطي مباشرة مع منظمة حماس، لا سيما في غياب استعداد مصري أو تركي لإقناع حماس بالتراجع، كما أنه لا حماس ولا إسرائيل مستعدة حاليا لإنهاء العنف.
وعليه فإن أمريكا ليست في حاجة للتوسط في صراع ليس لدى أيّ من طرفيه استعداد لوضع نهاية له.
الجريدة الرسمية