رئيس التحرير
عصام كامل

مصر تنتصر دبلوماسيا وشعبيا.. مجلس السلم والأمن يقرر عودة النشاط المصري للاتحاد الأفريقي.. الخارجية:عدنا لمكاننا الطبيعي.. الحفني: انتصارًا لـ «30» يونيو.. أدريس: جهودنا تكللت بالنجاح

 مجلس السلم والأمن
مجلس السلم والأمن

بعد قرابة عام من تعليق عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي عقب عزل الرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو إثر ثورة شعبية شارك فيها ملايين الشعب المصري بجميع الميادين للمطالبة بإسقاط حكم جماعة الإخوان، جاء قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي اليوم الثلاثاء باستئناف النشاط المصري في الاتحاد الأفريقي بالإجماع ليعد اعترافًا وتسليمًا لمطالب وتطلعات الشعب المصري وخريطة المستقبل التي وضعتها القوات المسلحة عقب توافق مجتمعي عليها.


قرار بالإجماع

واتخذ مجلس السلم والأمن الأفريقي قرارًا بالإجماع خلال اجتماعه الذي عقد مساء اليوم الثلاثاء على مستوى المندوبين الدائمين بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بعودة مصر إلى ممارسة كافة أنشطتها في الاتحاد الأفريقي.

وقالت مصادر مطلعة لـ"فيتو": إن مندوبي الدول الـ15 الأعضاء في مجلس السلم والأمن للقارة الأفريقية قرروا "عودة مصر إلى مكانها الطبيعي داخل الاتحاد الأفريقي".

عدنا إلى مكاننا الطبيعي

وفي تعليق لها على القرار أعربت وزارة الخارجية في بيان لها عن ترحيب مصر بالقرار الذي اتخذه مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي خلال اجتماعه في أديس أبابا على مستوى المندوبين الدائمين بالإجماع بعودة مصر إلى مكانها الطبيعي داخل الاتحاد واستئناف مشاركتها في أنشطة الاتحاد الأفريقي.

واعتبرت أن هذا القرار جاء ليعكس احترام إرادة الشعب المصري كما تجسدت في الثلاثين من يونيو وتنفيذ الاستحقاقين الأولين من خريطة الطريق بالاستفتاء على الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية في أجواء حرة ونزيهة.

وأكدت مصر أنه في الوقت الذي لم تغب فيه مطلقًا عن قارتها الأفريقية ولم تبتعد قط عن هموم وشواغل أشقائها الأفارقة خلال الفترة الماضية، فإنها تجدد تصميمها وعزمها على مواصلة دورها التاريخي والطبيعي داخل القارة وتطلعها لأن تشهد الفترة القادمة مزيدًا من تعميق وتطوير التعاون القائم في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بما يحقق المصالح والتطلعات والأهداف المشتركة للشعوب الأفريقية ويعزز أواصر التواصل بينها.

انتصارًا لثورة 30 يونيو

وحول الموضوع أكد السفير علي الحفني - نائب وزير الخارجية - أن قرار مجلس الأمن والسلم الأفريقي بعودة نشاط عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي يعد انتصارًا لثورة 30 يونيو المكملة لثورة 25 يناير المجيدة.

وقال في تصريح خاص لـ"فيتو": إن قرار مجلس الأمن والسلم الأفريقي كان متوقعًا، كون تعليق عضوية مصر بالاتحاد الأفريقي كان قرارًا متسرعًا وغير مبنى على قراءة صحيحة لمعطيات الموقف الداخلي في مصر خلال شهري يونيو ويوليو الماضيين.
وأشاد بالدور الذي قامت به الدولة المصرية مع الاتحاد الأفريقي خلال الزيارات المتبادلة وإتاحة الفرصة من قبل المسئولين في مصر لأعضاء الاتحاد في مقابلة كبار المسئولين المصريين مما مهد الأجواء لاتخاذ القرار السليم من قبل الاتحاد الأفريقي.
وتوقع حفني تنشيط الدور المصري في الفترة القادمة في أفريقيا على أن يكون دور دائم وعلاقات أوسع.

أول رسالة لمصر في القمة

وأوضح أن أول رسالة سوف توجهها مصر خلال المشاركة الرسمية للرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة الأفريقية القادمة سوف تركز على ضرورة تكاتف الدول الأفريقية في محاربة الإرهاب والعنف والتطرف وتجارة السلاح ومكافحة الجريمة المنظمة التي شهدت رواجًا غير مسبوق خلال الآونة الأخيرة.

وركز على أن السبب الرئيسي حول استئناف النشاط المصري بشكل سريع بالاتحاد الأفريقي يتمثل في مضي الحكومة والشعب المصري في تنفيذ خارطة المستقبل والمشاركة الكثيفة للشعب المصري خلال الاستحقاق الأول من خارطة الطريق والمتمثل في التصويت على الدستور كما أن المشاركة الكثيفة أيضًا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة كان لها مردود جيد على صدور قرار مجلس السلم والأمن باستئناف النشاط المصري بالاتحاد الأفريقي.

جهود تكللت بالنجاح

قال السفير محمد إدريس - سفير مصر لدى إثيوبيا والاتحاد الأفريقي - في تصريحات له اليوم عقب صدور القرار: إن "الفترة الماضية شهدت جهودًا دبلوماسية مكثفة تكللت بالنجاح، فآلت الأمور إلى نصابها الصحيح، وعادت مصر إلى حيث يجب أن تكون في قلب أفريقيا، وعادت أفريقيا إلى مصر".

اتصالات مكثفة

وقبل قليل من صدور القرار ذكر السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن الوزارة وسفارات مصر في دول الاتحاد الأفريقي تواصل اتصالاتها المكثفة، بشأن الاجتماع المرتقب لمجلس السلم والأمن للقارة الأفريقية.

وأشار البيان إلى أن الاجتماع تناول التقرير الذي أعدته اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى، برئاسة ألفا عمر كوناري، حول نتائج الزيارات الثلاثة التي قامت بها اللجنة إلى مصر، منذ قرار المجلس بتجميد مشاركة مصر في أنشطة الاتحاد الأفريقي، في يوليو الماضي.

يأتي قرار المجلس السلم والأمن الأفريقي بعد نحو أسبوع على أداء وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية رئيسًا للجمهورية بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية التي جرت في مايو الماضي بنسبة تقارب 97 في المائة، وهي الانتخابات التي دعت جماعة الإخوان، التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي إلى مقاطعتها.

انفراد «فيتو»

وكانت «فيتو» حصلت على تأكيدات من مصادر دبلوماسية أمس حول وجود مؤشرات إيجابية لاستئناف مشاركة مصر في أنشطة الاتحاد الأفريقي الذي تم تجميده من قبل مجلس الأمن والسلم الأفريقي في يوليو الماضي عقب ثورة 30 يونيو.
وقال المصدر: إنه من المتوقع صدور قرار إيجابي اليوم الثلاثاء حول استئناف النشاط المصري في الاتحاد الأفريقي أثناء مناقشة تقرير اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة ألفا كوناري حول نتائج الزيارات الثلاثة التي قامت بها اللجنة إلى مصر منذ قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي.
الجريدة الرسمية