رئيس التحرير
عصام كامل

الغباء السياسى

18 حجم الخط

إن ما يحدث الآن على الأراضى المصرية، لا يمكن لأحد أن يغمض عيناه عنه سواء أكان مصريا أم أجنبيا، فوسائل الإعلام بجميع صورها تركز على أحداث مصر الداخلية بصفتها الأخت الكبرى لجميع الدول العربية والأم الحاضنة للمنطقة بأثرها، لذا أناشد العقلاء من أبناء مصر المخلصين إعلاء مصلحة مصر أولا خلال الفترة المقبلة بعدما انحدر الوضع إلى أدنى مستوياته وبات التغيير مضرا بعد فترة طويلة جعلنا جميعا "مصر أخيرا" وأعلينا المصالح الشخصية وأطماع الكرسى والجرى وراء المناصب بمختلف أنواعها والكل بات يفكر كيف يسرق الكاميرا من الجميع؟ ويكون بمفرده متصدرا للمشهد متناسيا مصر التى يتغنى بحبها، وعلى رأس هؤلاء من يطلقون على أنفسهم النخبة السياسية وجبهة الإنقاذ والإخوان المسلمين وحتى أكن منصفا وأقول والشعب المصرى أيضا بات يفكر فى ذاته وهذا وضح جليا من التظاهرات الفئوية التى عادت تضرب أرجاء الوطن خلال الفترة الأخيرة.

وما يجعلنى حزينا أن الجميع معذور، فالحكومة أثبتت فشلا زريعا فى مواجهة كل الأزمات بلا استثناء ومؤسسة الرئاسة تحكم فى بلد آخر والرئيس مبسوط مما يحدث فى مصر واصفا هذا الجو بالصحى، وأنا أتوجه إليه بعدة أسئلة هل من متطلبات الجو الصحى هذا التطاول على الرموز وإهانة الرئيس والتعدى على القضاء؟ وغيرها الكثير والكثير وكأننا نصلى بلا وضوء.. خلال الفترة الماضية كانت مصر تعانى من مثلث الرعب المكون من الفقر والجهل والمرض والآن أضيف إلى هذا المثلث ضلع رابع وهو الغباء السياسى..... نعم الغباء السياسى بشتى صوره فكل شىء الآن أصبح يدار بغباء منقطع النظير وعلينا استقدام من يخلصنا من هذا المرض اللعين؟ وقبل ذلك علينا جميعا أن نعترف بأننا مرضى.
الجريدة الرسمية