ماذا لو لم يترشح "صباحي" للرئاسة ؟
بدون أي مقدمات هل فكرت ونحن في ماراثون الانتخابات الرئاسية التي يراها البعض " مسرحية " ويراها البعض الآخر " محسومة " فيما ما زال البعض يعتقد جدواها أن تسأل نفسك سؤالا واحدا فقط ماذا لو لم يترشح حمدين صباحى ؟.
مساران لا ثالث لهما في تلك الحالة، الأولى هي ترشح " السيسي " وحده ومن ثم فوزه بالتزكية بلا مجهود أو ظهور إعلامي أو برنامج انتخابى وسيكون للناس عذرها "الكل خايف " وسيتولى الحكم في مصر، أما المسار الثانى فهو ترشيح أحد الأوجه غير المعروفة أو المعروفة بانتمائها السياسي لإكمال المسرحية الحقيقية.
في الحالة الأولى سينتهى كل شئ أما في الحالة الثانية فسيظهر السيسي إعلاميا ليظهر لنا قدراته الإبداعية في الظهور الإعلامي خاصة أن الناس لن ترى أحدا بقوة "حمدين" ودقته ومعرفته كيف يغزل العامل في مصانع الغزل والنسيج وسيدهشون في حالة عدم ترشح "حمدين" الدقة التي يتمتع بها " المشير" لأنهم لن يروا غيره.
في رأيى أن أول مكاسب ترشح "حمدين" هو إجبار "السيسي" على خوض معركة " لم يعرف مدى قوتها " حتى لو فاز فيها بحكم توازنات دولية سيعرف الشعب حقيقة رئيسه خاصة أن ظهور السيسي إعلاميا لم يكن قويا ويفتقد الرؤية وهو ما تمثل في قول المشير أكثر من مرة " أنا عارف أنا هعمل إيه " على الرغم أننا نريد أن نعرف بحكم أننا شعب، وفى المقابل يظهر صباحى بطلاقة لسانه وبرنامجه الواضح وتنطبق قاعدة بضدها تتميز الأشياء.
ثانى مكاسب ترشيح "صباحى" هو فرز بعض الشخصيات السياسية التي أيدت "المشير"ومنهم أقرب المقربين إلى صباحى أمثال خالد يوسف وعبد الحليم قنديل وغيرهم والثقة التي وثقها الشعب فيهم من أنهم دعاة الدولة الحديثة كانت ستظل لو لم يترشح صباحى وسيبدو منطقيا دعم السيسي من أجل الاستقرار ولأن البديل غير كفء ولكن في ظل بديل كفء وإعلان بعض السياسيين ترشيحهم للسيسي تتضح الصورة أكثر.
ترشح "صباحى" أنشأ وحدة بين أحزاب الدستور والتيار والكرامة في شكل مبدئى "لجبهة الإنقاذ" ستكون متسقة مع أنفسها أكثر ومع مبادئها وأهدافها " الثورية " في حالة سقوط "صباحى" ومن ثم تكوين جبهة تعرقل أي محاولة لفرض الديكتاتورية بالإضافة إلى تحالف برلمانى قادر على الوقوف في وجه السلطة.
