رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

خطة إعادة توظيف قصر البارون.. إقامة معرض حي عن تاريخ مصر الجديدة وهليوبوليس عبر العصور.. استغلال سطح القصر في إقامة الحفلات.. عرض قطعتين من الترام بالحديقة.. والسفارة البلجيكية شريكا في المشروع

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لاحقت العديد من الشائعات قصر البارون إمبان التاريخي منذ زمن طويل بداية من عبدة الشياطين وسكن العفاريت والأشباح له، تلك الأقاويل التي كانت تتردد بين بعض سكان المنطقة المجاورة للقصر التاريخي بمصر الجديدة نتيجة إغلاق القصر لفترة طويلة من الزمن، وذلك قبل تدخل وزارة الآثار لإنقاذ هذه القيمة التاريخية والمعمارية المهمة بمشروع ترميم وإعادة توظيف للقصر والذي تبعها نوع آخر من الشائعات حول تغير ألوان القصر وهدم أسواره الأثرية كل هذه الشائعات أجهضتها وزارة الآثار مؤخرا بالأدلة والبراهين دون أن يقدم أي من المعترضين دليلا واحدا على صدق كلامه.


ويعد قصر البارون تحفة معمارية فريدة من نوعها، ويقع في قلب منطقة مصر الجديدة بالقاهرة، شيده المليونير البلجيكي البارون إدوارد إمبان الذي جاء إلى مصر من الهند في نهاية القرن التاسع عشر، حيث استلهم بناء القصر من معبد أنكور واتفي في كمبوديا ومعابد أوريسا الهندوسية، وصمم القصر المعماري الفرنسي ألكساندر مارسيل، وزخرفه جورج لويس كلود، واكتمل البناء عام 1911، ويتكون القصر من طابقين، وبدروم، وبرج كبير يتألف من أربعة طوابق.

ويجري ترميم القصر في إطار مشروع تنفذه وزارة الآثار حاليًا، وتم الانتهاء من نحو 85% من أعمال ترميم القصر، ويهدف مشروع الترميم وإعادة التأهيل إلى عمل تصور كامل لإعادة تأهيل قصر البارون، ويشمل توصيات الترميم، وتقييم الحالة الراهنة، ومقترحات وحدود التدخل، بالإضافة إلى خطة إدارة الموقع وإعادة الاستخدام بناءً على دراسات متخصصة لتحقيق أغراض الحفاظ والحماية وصيانة العناصر الأثرية ورفع وعي الزائرين بماهية الموقع وتاريخه وتاريخ تطور البيئة المحيطة، وشملت الدراسات الاستشارية أيضًا أعمال التوثيق الفوتوغرافي والمجسات وحفر كشفية، بالإضافة إلى إعداد ملف توثيق متكامل لكل العناصر الأثرية والواجهات والمساقط الأفقية للقصر باستخدام المسح ثلاثي الأبعاد ومحطات الرصد المتكاملة.

توظيف القصر
ومن مقترحات توظيف قصر البارون أن يضم متحفًا أو معرضًا متغيرًا للقطع الأثرية إلى جانب إعادة توظيف سطح القصر الذي يتمتع باطلالة بانورامية بديعة لإقامة الحفلات مثلما كان يحدث في حياة البارون إمبان لتحقيق الهدف من مشروع التطوير الذي يتلخص في تطويع المبنى ليلعب دورًا ثقافيًا بالإضافة إلى تنمية الدخل.

وتبلغ تكلفة أعمال الترميم نحو 113.738 مليون جنيه تتكفل بها الحكومة المصرية.

وأعلنت وزارة الآثار أنها حاليًا وبالتعاون مع السفارة البلجيكية في القاهرة، وبالتعاون مع جمعيات المجتمع المدني بمصر، تقوم بتنفيذ مشروع إعادة توظيف قصر البارون إمبان الأثري في منطقة مصر الجديدة.

وأوضحت أن القصر سيتم فيه إقامة معرض حي عن تاريخ مصر الجديدة وهليوبوليس عبر العصور، والقصر مسجل في عداد الآثار الإسلامية ويتبع منطقة آثار شرق القاهرة.

معرض تراثي لمصر الجديدة
ويشمل مشروع إعادة التوظيف إقامة معرض تراثي عن تاريخ حي مصر الجديدة وهليوبوليس عبر العصور بالتعاون مع السفارة البلجيكية بالقاهرة، وجمعيات المجتمع المدني بمصر.

وأوضحت الدكتورة نيفين نزار معاون وزير الآثار للمتاحف، أنه من المقترح أن يشمل المعرض مجموعة متنوعة من الصور والوثائق الأرشيفية والرسومات الإيضاحية والخرائط والمخاطبات الخاصة بتاريخ حي مصر الجديدة (هليوبوليس والمطرية) عبر العصور المختلفة، بالإضافة إلى أهم معالمها التراثية، ومجموعة متنوعة من الصور والخرائط والوثائق والأفلام تحكي تاريخ مصر الجديدة ومظاهر ونمط الحياة في تلك الفترة الزمنية المميزة.

ومن جانبه أكد العميد هشام سمير، مساعد وزير الآثار للشئون الهندسية والمشرف العام على مشروع تطوير القاهرة التاريخية، أن مبنى قصر البارون يقع على مسطح 4000م2، ويتكون من بدورم و2 دور (أرضى + أول)، وأن أعمال الترميم تمت وفقًا للتوقيتات الزمنية المخططة، حيث وصلت نسبة الإنجاز حتى الآن إلى 85%، ومن المقرر أن يتم افتتاحه في نوفمبر المقبل.

ترميم القصر
وأوضح مساعد وزير الآثار أنه تم الانتهاء من أعمال التدعيم الإنشائي لأسقف قصر البارون، وترميمها وتشطيب الواجهات وتنظيف وترميم العناصر الزخرفية الموجودة به، وكذا استكمال النواقص من الأبواب والشبابيك ونزع جميع الأسقف والكرانيش الجصية، والانتهاء من ترميم الأعمدة الرخامية والأبواب الخشبية والشبابيك المعدنية، وترميم الشبابيك الحديدية المزخرفة على الواجهات الرئيسية واللوحة الجدارية أعلى المدخل الرئيسى، والتماثيل الرخامية بالموقع العام، مشيرًا إلى أنه تم البدء في أعمال رفع كفاءة الموقع العام للقصر وتنسيق الحديقة الخاصة به.

وأضاف العميد هشام سمير أنه حرصا من وزارة الآثار على الحفاظ على معايير الأصالة خلال أعمال الترميم الخاصة بالقصر، تم إزالة الأسوار الحديدية غير الأثرية والتي تم إنشاؤها حول القصر عام 2006، لسوء حالتها كما أنها لا تتواءم مع القيمة الأثرية والمعمارية للقصر، مؤكدًا أنه لن يتم بناء سور حجري بدلا منها وأنه تم الاستعانة بالرسومات الأصلية للقصر والمنفذة من قبل المهندس ألكسندر مارسيل، وذلك لإنشاء أسوار بنفس تصميم الأسوار الأثرية القديمة، الذي هو عبارة عن قاعدة طولية خرسانية أسفل منسوب سطح الأرض، يعلوها أعمدة بانوهات حديدية بطول الواجهات مع وجود أعمدة حجرية بقطاع صغير موزعة على مسافات لتثبيت البانوهات الحديدية للأسوار، مؤكدًا على أنه لن يتم بأي حال إعاقة أو حجب رؤية القصر ليستمتع المارة بمشاهدة القصر وروعة تصميمه.

وأشار مساعد وزير الآثار للشئون الهندسية والمشرف العام على مشروع تطوير القاهرة التاريخية إلى أنه تم البدء في أعمال رفع كفاءة الموقع العام للقصر وتنسيق الحديقة الخاصة به.

وأضاف العميد هشام سمير، أنه سيتم عمل لاند سكيب على نفس طريقة إنشاء القصر اعتمادا على مجموعة من الصور القديمة، وذلك ليوضح شكل المكان قديما بنفس أنواع النخيل والأشجار، وضمن تطوير الحديقة سيتم إضافة قطعتين من ترام مصر الجديدة سيتم ترميمهما ورفع كفاءتها، ووضعها يمين ويسار الحديقة ويمكن رؤيتهما بالعين من خارج القصر، ويكونان ضمن زيارة القصر.
Advertisements
الجريدة الرسمية