رئيس التحرير
عصام كامل

د. سامح عبد المنعم يكتب: عيوب القلب الخلقية

سامح عبدالمنعم
سامح عبدالمنعم
تنشأ معظم عيوب القلب الخلقية بسبب مشكلات مبكرة في فترة نمو قلب الطفل وليس معروفًا سببها، ورغم ذلك هناك بعض عوامل الخطورة البيئية والوراثية التي قد تلعب دورًا.


والمقصود بعيوب القلب الخلقية  مجموعة من الأمراض و التشوهات الخلقية التي تصيب القلب و تتراوح بين ثقب بسيط يمكن أن يشفى دون اي تدخل حتى حالات معقدة لا تتماشى مع الحياة أحياناً و تحتاج للإصلاح الجراحي المبكر بعد الولادة .

وهى نوعان رئيسيان : العيوب المزرقة Cyanotic Heart Disease والنوع الثاني هو العيوب غير المزرقة Acyanotic Heart Disease
ومن أسباب حدوث عيوب القلب الخلقية عند الأطفال  وهي الأسباب الحقيقية غير محددة لأغلب الحالات وهناك أسباب نظرية منها : عوامل وراثية أولية 2- عوامل بيئية  3-( أدوية الأعصاب والمهدئات  وحديثا جدا تم إدراج البروجستيرون والذي يستخدم بعنف في مصر أثناء الحمل كأحد أهم مسببات الثقوب البطينية وفرط استخدام الأسبرين ).

وأخطرها على الإطلاق التي تظهر على الطفل منذ اليوم الأول بعد الولادة : تبادل الشرايين : Transposition of great arteries وإنسداد الصمام ثلاثي الشرف : Tricuspid Atresia ورباعي فالوت Tetralogy of Fallot وتشوه أبشتاين : Ebstein anomaly والعود الوريدي الرئوي الشاذ الإجمالي : Total anomalous pulmonary venous drainage وجذع شرياني مشترك : Truncus arteriosus

وأكثرها شيوعاً في القلب : الثقب ما بين الأذينين : Atrial Septal Defect ويشكل هذا العيب حوالي 10% من مجموع العيوب الخَلْقية في القلب وهو اربع انواع مختلفة وعادة لا يسبب هذا العيب في مرحلة الطفولة أي أعراض باستثناء حالات قليلة، من ثم فإنه يُنصح بإغلاق هذه الفتحة في سن مبكرة وأنسب سن لذلك ما بين 3-5 سنوات من العمر أي قبل أن يدخل الطفل المدرسة.

ويتم إغلاق هذه الفتحات عن طريق القسطرة القلبية او جراحيا الثقب بين البطينين : Ventricular Septal Defect فتحة في الحاجز الفاصل ما بين البطين الأيسر والبطين الأيمن، وبعض الحالات تشفى لوحدها خلال الأشهر الأولى من العمر(الفتحات العضلية) بينما البعض الآخر يحتاج إلى إصلاح جراحي، وفي كل الأحوال يجب أن يكون الطفل تحت إشراف طبي لتحديد نوع المشكلة وإيجاد الحلول المناسبة.

الوصلة الشريانية المفتوحة : Patent Ductus Arteriosus
وصلة ما بين الشريان الرئوي والشريان الأورطي الأعراض التي تلفت انتباه الأهل لاحتمالية وجود عيب خلقي في القلب : صعوبة التنفس تظهر عادة عند الرضاعة وتؤدي إلى توقف الطفل الوليد عند الرضاعة، بحيث تجد الأم نفسها عاجزة عن تغذيته بشكل طبيعي ازدياد سرعة نبضات القلب صعوبة التنفس وتعب سريع عند قيام الطفل بأي جهد يذكر.

ميل الطفل الى الزرقة وبخاصة في الشفاة ومخاطية الفم و تحت الاظافر
البطء الشديد في الزيادة في الوزن، فقدان الوعي احيانا.

اصابة الطفل بالتهابات في القصبات أو الرئة بشكل متكرر.

هذه الأعراض مهمة جدا وتستوجب اهتماما خاصا من الأهل واستشارة طبيب أخصائي في الأمر ليصار إلى تشخيص دقيق وعاجل للمرض لمداواته ومعالجته بأنجح السبل قبل تفاقمه، وقد يصعب اكتشاف التشوهات الخلقية إذا لم ترافق بأعراض واضحة ومحددة.

وسائل التشخيص :
تبدأ من الكشف السريري والأشعة العادية و رسم القلب والموجات الصوتية على القلب والأشعة المقطعية على القلب و القسطرة
مدى خطورة تشوهات القلب الخلقية :
معظم عيوب القلب الخلقية قابلة للعلاج وبعضها يشفى تلقائيا، كما ان تطور القسطرة العلاجية وجراحة القلب بحيث أصبح بالأمكان تصحيح معظم هذه التشوهات التي كان يصعب علاجها بنجاح.
يحتاج الأطفال المصابين بتشوهات في القلب إلى رعاية خاصة من قبل الأهل والطبيب المعالج ونسأل الله أن يوضح كلامنا هذا بعض الغموض الذي يكتنف هذا الموضوع وأن ينفع به أهل المرضى بتوعيتهم إلى علامات الخطورة التي قد تساهم في تشخيص المرض بسرعة ومتابعة الحالة متابعة جيدة.

د. سامح عبدالمنعم
رئيس قسم الأطفال بمستشفى الشرطة بسوهاج.
الجريدة الرسمية