رئيس التحرير
عصام كامل

يخفي محاولات تطوير صواريخ باليستية.. أهداف أردوغان من برنامج الفضاء

أردوغان
أردوغان
اعتبر موقع "نورديك مونيتور" السويدي أن البرنامج الفضائي الجديد والطموح الذي أعلن عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في ظل الأزمة الاقتصادية العميقة التي تعاني منها تركيا، يشمله الكثير من الشكوك والتساؤلات حول حقيقة هذا البرنامج.


وحسب تقرير للموقع، فقد أعرب العديد من الخبراء عن شكوكهم إزاء هذا البرنامج، وتساءلوا عما إذا كان البرنامج الفضائي التركي هو مجرد غطاء للالتفاف على القوانين الدولية ذات الصلة بتطوير الصواريخ البالستية طويلة المدى.

البرنامج الجديد
ونقل التقرير عن وكالة الأنباء التركية الرسمية  قولها إن البرنامج الجديد الذي تم الإعلان عنه يوم التاسع من فبراير الجاري، يتكون من 10 أهداف، أهمها وأبرزها جعل تركيا أول متصل بالقمر في عام 2023، حيث سيتم تحقيق المرحلة الأولى من هذا الهدف عبر صاروخ هجين منتج محلياً سيتم إطلاقه في المدار بنهاية عام 2023، عبر التعاون الدولي.

وتابع التقرير نقلا عن الوكالة التركية: "من بين الأهداف الأخرى إقامة ميناء فضائي، وتطوير نظام إقليمي لتحديد المواقع، وإرسال رائد فضاء تركي إلى الفضاء".
 برنامج فضائي
وأظهر التقرير مواقف منتقدي قرار الحكومة التركية الذين استهجنوا "إنفاق هذه المبالغ الكبيرة من الأموال على برنامج فضائي، في الوقت الذي يتعرض فيه الاقتصاد التركي المتعثر لضربات مؤلمة"، نتيجة عوامل عدة بينها وباء كورونا.



ويرى الموقع السويدي أن هدف أردوغان المعلن بتطوير صواريخ بالستية طويلة المدى، في ظل القيود المفروضة على استيراد التقنية الأجنبية، نتيجة أحكام الاتفاقيات الدولية للحدّ من التسلح، يشير إلى أن الحكومة التركية تخطط لاستغلال البرنامج الفضائي كغطاء لهدفها الحقيقي المتمثل في تطوير صواريخ بالستية، حيث سبق أن أعلن أردوغان مراراً رغبته في حصول تركيا على صواريخ بالستية يصل مداها إلى 2500 كيلو متر.

ارتباط الصواريخ البالستية بالسلاح النووي
ونقل التقرير عن سيتكي إيجيلي، خبير الأمن الدولي، قوله إن الصواريخ البالستية طويلة المدى عادة ما تكون مرتبطة بالأسلحة النووية، حيث تعتبر هي الوسيلة المثالية لتلك الأسلحة.

واعتبر أن "الدليل التاريخي في هذا الصدد واضح وقاطع للغاية، كل دولة لديها أسلحة نووية سعت إلى امتلاك صواريخ بالستية، وباستثناء دولة أو دولتين، فإن كل الدول التي تملك صواريخ بالستية تتطلع أيضاً إلى الحصول على أسلحة نووية".

وأضاف: "هل تكون محاولات الوصول إلى امتلاك الصواريخ البالستية نذيرا لطموحات الرئيس التركي أردوغان بالحصول على أسلحة نووية لتركيا، عضو حلف شمال الأطلسي ”الناتو“، والتي تملك بالفعل سجلاَ نظيفاً فيما يتعلق بالانتشار النووي تحت المظلة النووية؟".

تدهور العلاقات الأمريكية التركية
وقال التقرير: "في ورقة بحثية لصالح معهد كارنيغي للسلام الدولي، تحت عنوان (تركيا والقنبلة)، فإن الباحث سنان أولغين، ذهب إلى أنه حتى مع احتمال امتلاك إيران الأسلحة النووية، فإن هذا من غير المتوقع أن يدفع أنقرة نحو نفس المسار، وأشار إلى أن هذا السيناريو يمكن أن يحدث في حالة واحدة، وهي انهيار العلاقات الأمنية بين تركيا والولايات المتحدة".

ويرى البعض أن اختيار الرئيس التركي أردوغان نظام الدفاع الصاروخي الروسي "إس 400" رغم الرفض الأمريكي العنيف كان يستهدف تنويع القدرات الدفاعية التركية لمواجهة التهديدات المحتملة من حلفاء أنقرة، حيث قال وزير الداخلية التركي "سليمان صويلو" منذ أسابيع إن الولايات المتحدة تقف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان في عام 2016.

تصريحات مثيرة للجدل
وفي سبتمبر 2019، ألقى أردوغان تصريحا مفاجئا يتعلق بالسلاح النووي، وقال إن بعض الدول لديها صواريخ برؤوس نووية، ولكن الغرب يصرّ على ألا نملك مثل هذه الأسلحة، وهذا أمر غير مقبول بالنسبة لي، حسب قوله.

تعامل البعض مع تصريحات أردوغان على أنها مجرد "استعراض بلاغي"، يستهدف تعزيز موقف تركيا في الهيكل الأمني الإقليمي.. في حين يرى البعض أن التقنيات العسكرية التركية وقاعدتها الصناعية بعيدة كل البُعد عن الوصول إلى تلك القدرات في المدى القصير.

الجريدة الرسمية