رئيس التحرير
عصام كامل

اجتماع الأرض المحايدة.. لقاء استخباراتي سري في العراق يغير شكل الشرق الأوسط

ولى العهد السعودي
ولى العهد السعودي والكاظمى
تحدثت مصادر عدة، خلال الساعات الماضية، عن لقاء تم ترتيبه بمعرفة أجهزة استخبارات إقليمية بين مسئولين كبار من السعودية وإيران، تم فوق الأراضي العراقية بهدف تقريب وجهات النظر وإذابة الخلافات العالقة بين البلدين وإنهاء حالة الخصومة الإقليمية.



وحول تفاصيل لقاء الأرض المحايدة، نقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية عمن وصفتهم بمسؤولين مطلعين، إن بغداد شهدت في وقت سابق من شهر أبريل الجاري محادثات بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين كبار، الأمر الذي ربما تنعكس نتائجه على الوضع في منطقة الشرق الأوسط.


لقاء سعودي إيراني 


ووصف أحد المسؤولين للصحيفة البريطانية، أن الجولة الأولى من المحادثات السعودية الإيرانية التي جرت في بغداد في التاسع من أبريل"، بـ"الإيجابية".


وفى ذات السياق،  كشفت مصادر لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن السعودية وإيران أجرتا المحادثات الأولية للغاية في العراق تمهيدًا لمحادثات دبلوماسية رفيعة المستوى.


وبالرغم من امتناع السعودية عن التعليق، قال المستشار السابق بوزارة الخارجية السعودية والكاتب والباحث في العلاقات الدولية، سالم اليامي: المملكة لن تمانع إجراء مثل هذه المحادثات.


أسرار لقاء العراق 

وأرجع اليامي فى تصريحات لموقع "الحرة" الأمريكي، سبب عدم عودة العلاقات إلى الجانب الإيراني الذي لا يفكر في حلول حقيقية للتوصل إلى علاقات متوازنة وطبيعية ومعقولة كما يحدث بين كل الدول.


وتابع الخبير السعودية فى سياق تعليقه على اجتماع بغداد بين طهران والرياض، إيران تريد أن يكون لها تبعية أيديولوجية وسياسية ونووية أيضا.


والأسبوع الماضي، قال مسؤول بوزارة الخارجية السعودية لوكالة "رويترز" إن إجراءات بناء الثقة قد تمهد الطريق لإجراء محادثات موسعة بمشاركة خليجية عربية.


رئيس المخابرات السعودية 

وبحسب ما نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز"، فإن المباحثات التي قادها من الجانب السعودي خالد الحميدان رئيس المخابرات العامة، تضمنت هجمات ميلشيات الحوثي اليمنية، الموالية لإيران على المملكة.


ويعتقد المستشار السابق بوزارة الخارجية السعودية ،أن الرياض ستطلب من طهران الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية العربية، ورفع يدها عن نقاط التأثير في المنطقة العربية خاصة في لبنان وسوريا واليمن، والتعامل مع دول المنطقة بمفاهيم الصداقة  المقررة في أدبيات التعاون الدولية، والتوقف عن أساليب الاستعلاء واستخدام المصطلحات التقليدية التي ورثها النظام السياسي الإيراني مثل مفاهيم تصدير الثورة ونصرة المستضعفين والقوة الطائفية في المنطقة.


طلبات متبادلة 

وأضاف، أظن أنها طلبات منطقية، وتتناغم مع مسؤولية ومكانة الدولة الحديثة المعاصرة التي لا تعمل بها إيران منذ أربعين عاما.


وفي المقابل يرى مسعود الفك، الخبير في الشأن الإيراني، أن تحسين علاقات إيران مع الدول العربية الكبرى مثل السعودية، سيؤدي بالضرورة إلى تحسين علاقاتها مع العالم العربي.


ويشير الفك إلى استفادة إيران من "التبادل التجاري والثقافي وتسهيل عمليات الحج والعمرة وغير ذلك" حال عادت العلاقات مع السعودية.


ويعتقد الفك أن "السعودية تريد من إيران التوقف عن التمدد في المنطقة، والتوقف عن دعم الميليشيات وخاصة الحوثيين".


وساطة قطر 

وبالتزامن مع اتفاق العلا الذي وقعته دول الرباعي العربي مع قطر، في يناير الماضي، عرضت الدوحة أن تكون وسيطة بين البلدين للتوصل إلى مصالحة بينهما. لكن يبدو أن العراق فاز بالوساطة في النهاية.

وأواخر الشهر الماضي، زار السعودية رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي سبق وأن دعا بألا تكون بلاده ساحة للصراع الإقليمي.


لغز اختيار العراق 


ويقول رائد العزاوي الأكاديمي والباحث العراقي في العلاقات الدولية، إن العراق يستفيد من موقعه الاستراتيجي وعلاقاته الطيبة مع كل من السعودية وإيران لحلحة الأزمات في منطقة الخليج.

وأضاف "يرغب العراق في ألا يتأثر بإشكالات الدول المجاورة، وأخطرها ما يجري بين إيران والسعودية".

وبحسب العزاوي، فإن العراق يريد من استضافته للمباحثات تقليل الضغط عليه بسبب الصراع بين السعودية وإيران، الأمر الذي سيؤثر على الاستقرار والتنمية في العراق.
الجريدة الرسمية