رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ملفات على طاولة قمة «تصفية الأجواء».. «بايدن» متفائل.. «بوتين» يخطط لـ«علاقات طيبة».. و16 يونيو موعد اللقاء في جنيف

بوتين رئيس روسيا
بوتين رئيس روسيا وبايدن رئيس أمريكا
«16 يونيو» موعد نهائى أعلنته الإدارة الأمريكية للقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكى جو بايدن، ونظيره الروسى، فلاديمير بوتين، والذى سيجرى على «أرض محايدة»، فمن المقرر أن تستضيف مدينة «جنيف» السويسرية هذه القمة، التى سبقتها محادثات طويلة لتحديد موعدها.


«مناقشة العلاقات الثنائية المضطربة بين البلدين».. عنوان عريض لـ«قمة بايدن بوتين»، ومن بعده تأتي عدة عنوان فرعية، من بينها المشكلات المتعلقة بالاستقرار النووى الإستراتيجى، والتعاون فى مكافحة وباء كورونا «كوفيد-19» والصراعات الإقليمية ومراقبة الأسلحة، إلى جانب ملفي إيران وكوريا الشمالية النوويين وقضية القطب الشمالى والتبدل المناخى وصولًا إلى الأزمة السورية.

اللقاء المرتقب
ورغم تأجج الصدام الدبلوماسى بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية ووصوله إلى مستوى عالٍ، خاصة بعد أن أعلنت «موسكو» عن سلسلة من الإجراءات الانتقامية ردًا على العقوبات الأمريكية الأخيرة حول عدة ملفات، جاء الإعلان الحاسم عن اللقاء المرتقب بتحديد مكان وزمان القمة بين الجانبين الروسى والأمريكى بعد إصرار الرئيس الأمريكى جو بايدن خلال تصريحات صحفية عن رغبته فى لقاء نظيره الروسى.

التساؤلات هنا تكثر حول إمكانية أن تتناول القمة المرتقبة بين روسيا والولايات المتحدة ملفات المنطقة العربية والشرق الأوسط ضمن ملفاتها الساخنة أم لا؟ كما يرغب البعض فى معرفة سيناريوهات التعاون والصدام بين روسيا وأمريكا نظرًا للصراع المحتدم بينهم طوال الفترة الماضية فى عدد من الملفات، منها ملف أوكرانيا والعقوبات الأمريكية المفروضة على موسكو ومشروع خط غاز «السيل الشمالى 2»، وغيرها الكثير.

السلم الدولي
وفى هذا السياق قال الدكتور أشرف كمال، مدير مركز الدراسات الروسية: مع تصاعد حدة الصراعات والمواجهات على الساحة الدولية، بات الحفاظ على السلم والأمن الدوليين فى حاجة ملحة إلى بذل مزيد من الجهد السياسى والدبلوماسى لإنهاء الأزمات المتشابكة.

وهذه الأمور جميعها تحتاج إلى توافر إرادة سياسية من جانب الدول الكبرى، لا سيما روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك من خلال مناقشة وطرح رؤى حقيقية وواقعية لأزمات المجتمع الدولى، والسعى بإخلاص من أجل صيانة السلم والأمن وخلق الفرص للتعاون المثمر.

وأضاف مدير المركز المصرى للدراسات الروسية: خلال الاجتماعات التحضيرية للقمة المرتقبة، أكد سكرتير عام مجلس الأمن الروسى، نيكولاى باتروشيف، خلال الحوار مع مستشار الأمن القومى للولايات المتحدة، جيك سليفان، رفض بلاده التدخل الأمريكى فى الشئون الداخلية لروسيا، وأنه لا صحة للاتهامات الموجهة التى قامت عليها حزمة العقوبات المناهضة لروسيا.

والاستعداد لمواصلة الحوار من أجل تطبيع العلاقات بين البلدين وضمان الأمن الدولى، رغم الخطوات غير البناءة من جانب الولايات المتحدة، التى أدت إلى مزيد من التدهور فى العلاقات الثنائية، وأن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، أكد أكثر من مرة رغبة بلاده فى خلق علاقات طيبة وعدم حرق الجسور مع أحد، وأنه فى حال أخذ البعض تلك النوايا الطيبة على أنها لا مبالاة أو ضعف، وأراد هو حرق الجسور نهائيا أو حتى تدميرها، فعليه أن يعلم أن الرد الروسى سيكون غير متكافئ وسريعا وقاسيا.

وتابع «د. أشرف»: الإدارة الأمريكية تحتاج للتعاون مع روسيا فى عدد من الملفات، فى مقدمتها الملف النووى الإيرانى والاستقرار الإستراتيجى، لا سيما بعد موافقة واشنطن على تمديد معاهدة «ستارت»، بينما قرار واشنطن الانسحاب من معاهدة السموات المفتوحة يثير العديد من التساؤلات.

كما أوضح أنه «لا يمكن التعويل على نتائج إيجابية من القمة المرتقبة، فى اتجاه تلجيم الصراعات المشتعلة فى مناطق ومجالات مختلفة حول العالم أو حتى تهدئة التوتر الحاد الذى تشهده العلاقات الثنائية، لكن روسيا تسعى إلى تبنى حوار على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل فى الشئون الداخلية، بينما تتمسك واشنطن بسياسة السيطرة وهيمنة النفوذ والديكتاتورية فى إدارة شئون المجتمع الدولى متجاهلة مصالح الدول الأخرى».

الشرق الأوسط
بدوره.. أكد الدكتور محمد فراج، الكاتب والمحلل السياسى والخبير فى الشئون الأوروبية، أن «الحوار بين الطرفين لا يمكن أن يخلو من مناقشة عدد من الملفات فى المنطقة العربية والشرق الأوسط ومن بينها سوريا نظرًا لوجود قوات عسكرية أمريكية، وكذلك وجود عسكرى روسى قوى، إضافة إلى أن روسيا سبق وأن قلبت موازين القوى بسبب تدخلها العسكرى فى سوريا عام 2015».

مشيرًا إلى أن الموضوعات الأساسية التى يمكن أن تركز عليها القمة المقبلة لن تهم أمريكا وروسيا فقط، بل المنطقة العربية والشرق الأوسط أيضًا نظرًا لكونها قضايا دولية كبرى تبحث الاستقرار الإستراتيجى الذى بدوره يؤثر على الاستقرارالاقتصادى والتجارى الدولى، والذى ينعكس بصورة أو بأخرى على العالم أجمع.

وأكمل: أوضاع الاستقطاب الدولى نفسها تصنع مع أي قوى مشكلة للقوى الأخرى التى تسعى لفرض شروطها لتحقيق مصالحها، فكلما زادت درجة الاستقطاب الدولى كان هناك مناخ أكثر توترًا فى العلاقات الدولية، وبالتالى تقل حرية حركة الدول الصغرى والمتوسطة.

وحول رؤيته لما يمكن أن تناقشه قمة «بايدن - بوتين»، قال «د. فراج»: فى كل الحالات سوف تناقش أجندة القمة المرتقبة بين روسيا وأمريكا عددًا من الملفات الدولية كقضايا التسلح النووى وخفضه والاستقرار الإستراتيجى، وكذلك قضايا المناخ التى حدث بها انقلاب كبير خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب انسحاب بلادة من الاتفاقية الدولية.. كل تلك الأوضاع لا بد وأن يعاد ترتيبها مرة أخرى.

نظرًا لأن قضايا العلاقات الثنائية وبالأخص اتفاقية السماوات المفتوحة التى انسحبت منها أمريكا وعلى غرارها انسحبت روسيا هى الأخرى -كانت تنظم شكلًا من أشكال الرقابة المتبادلة بين القوتين العظميين لضمان التزامهما بخفض التسلح النووى- التى ألغاها ترامب وحاول الروس إنقاذها دون جدوى، مما دفعهم للانسحاب، أيضا من المقرر أن تشكل بحثًا ومناقشة خلال تلك القمة لمحاولة الوصول إلى شكل من أشكال التعويض أو الرقابة بشأن تلك الاتفاقية.

ليبيا
وحول موقف القمة من الملفات العربية، أوضح أنه من بين الملفات العربية التى يمكن للقمة مناقشتها الوضع فى ليبيا، نظرًا للوجود الروسى هناك، والذى ترغب أمريكا فى إزالته، ليس ذلك فحسب، بل من المواضيع الجوهرية أيضا الملف الإيرانى، والذى لا بد من مناقشته أملًا فى العودة للاتفاقية النووية وتقليص النشاط الإيرانى بالمنطقة نظرًا لدور روسيا القوى فى التأثير على إيران.

إلى جانب ذلك من المحتمل وعلى هامش اللقاء أن يلقى الضوء بدرجة بسيطة على أزمة سد النهضة من زاوية أخرى تتمثل فى الحديث عن خفض التوتر فى منطقة القرن الأفريقى التى سبق أن عينت أمريكا مبعوثًا لها فى تلك المنطقة.

نقاط صدام
وتوقع «د. فراج» أن تكون هناك «نقاط صدام» خلال محادثات «بايدن وبوتين»، وقال: من الموضوعات التى يمكن أن تلقى خلافًا بين الطرفين والتى يمكن أن تكون محل خلاف كبير الوجود العسكرى فى القطب الشمالى، نظرًا للوجود العسكرى الروسى القوى فى الدائرة القطبية الشمالية الغنية بالثروات المعدنية.

ومع تقدم عملية الاحتباس الحرارى وارتفاع درجة حرارة الأرض وذوبان الجليد بدت عملية استغلال ثروات القطب الشمالى أسهل، وبالتالى رغبة الأطراف فى السيطرة على القطب الشمالي الذى يضم ربع ثروات الأرض ستزداد، كما أن الفترة الماضية شهدت نشر قوات حلف الأطلسى فى القطب الشمالى، وهو ما يمكن أن يشكِّل صدامًا بين الطرفين.

نقلًا عن العدد الورقي...
Advertisements
الجريدة الرسمية