رئيس التحرير
عصام كامل

جهود مصرية للمساهمة في إعادة الصاروخ الصيني.. احتمالية دخوله للغلاف الجوي 9 مايو.. وتوقعات بدورانه حول الأرض بارتفاعات 160 كم

الصاروخ الصيني
الصاروخ الصيني
تداولت المواقع العالمية والخاصة بالأقمار الصناعية خبر خروج الصاروخ الصيني CZ- 5B) Long March 5B) عن السيطرة، مما أثار الذعر لدى عدد من سكان العالم والمهتمين بعلوم الفضاء.


فيما يقول الدكتور جاد  القاضي، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية: فى الواقع إن هذا الصاروخ تم فقدان السيطرة عليه وهو فى محاولة للعودة غير المنضبطة إلى الأرض بعد إطلاقه من محطة الفضاء الصينية، حيث إنه من المرجح أن يسقط جزء من الصاروخ الصيني Long March 5B  الذي تم استخدامه لإطلاق الوحدة الأولى لمحطة الفضاء الصينية الأسبوع الماضي إلى الغلاف الجوي للأرض في الأيام القادمة، ومن غير الواضح متى وأين سيهبط الحطام، بينما تشير البيانات المتاحة من مواقع مراقبة الأجسام الفضائية احتمالية دخوله للغلاف الجوى للأرض يوم 9 مايو المقبل.

وأوضحت الدكتورة سوزان صمويل، الأستاذ المساعد بقسم أبحاث الشمس والفضاء بالمعهد، بانه كانت الصين أطلقت أول وحدة لمحطة الفضاء الخاصة بها في المدار في وقت متأخر من الأربعاء الماضي 28 أبريل 2021 حيث أطلق صاروخ لونج مارش 5 بي (Long March 5B)  بنجاح وحدة تيانخه (Tianhe) التي تزن 22.5 طنًا من وينتشانغ Wenchang ويوم الخميس انفصل تيانخه عن الجسم الرئيسي للقاذفة بعد 492 ثانية من الطيران، ودخل مباشرة مداره الأول المخطط له، لكن قاذفة البعثة  (Long March 5B) وصلت أيضًا إلى المدار وتتجه بشكل غير متوقع إلى الأرض والتي يبلغ وزنها 21 طنًا تقريبًا وطولها حوالى 30 مترا.

وتشير البيانات إلى أن هذا الصاروخ يدور في مدار حول الأرض بارتفاعات تتراوح بين 160 إلى 260 كم وبسرعة متوسطة تزيد قليلا عن 28 ألف كم مما يجعله يكمل دورة كاملة حول الأرض في حوالى 90 دقيقة في مدار بيضاوى. 

كما أوضحت الدكتورة سوزان بأنه تم تصميم Long March 5B  خصيصًا لإطلاق وحدات محطة فضائية في مدار أرضي منخفض، ويستخدم بشكل فريد جزء أساسي (مرحلة أساسية) وأربعة معززات جانبية لوضع حمولته مباشرة في مدار أرضي منخفض، ومع ذلك، فإن هذه المرحلة الأساسية هي الآن أيضًا في المدار.

ومن المرجح أن تقوم بإعادة الدخول غير المنضبط خلال الأيام المقبلة حيث يؤدي التفاعل المتزايد مع الغلاف الجوي إلى جذبها إلى الأرض. وإذا كان الأمر كذلك، فستكون واحدة من أكبر حالات إعادة الدخول غير المنضبط لمركبة فضائية، بينما توجد احتمالات، غير مؤكدة، بأن تهبط على منطقة مأهولة.

الاصطدام مع المركبات الفضائية

وعلى نسق آخر فإن معظم المراحل الأولى للصواريخ لا تصل إلى السرعة المدارية وتعود إلى الغلاف الجوي وتهبط في منطقة عودة محددة مسبقًا، أيضا تقوم بعض المراحل الثانية الأكبر حجمًا بإجراء  مناورات للوصول إلى  ارتفاعات  منخفضة  لتقليل تواجدها في المدار وتقليل فرص الاصطدام مع المركبات الفضائية الأخرى أو تعود للدخول إلى الغلاف الجوي على الفور.


ولكن هذا لم يحدث مع Long March 5B، فقد كانت هناك تكهنات بأن نواة Long March 5B ستؤدي مناورة نشطة للتخلص من نفسها، ولكن يبدو أن هذا لم يحدث.

وصرح وانغ جويه، القائد العام لمركبة الإطلاق Long March 5B  في مؤتمر صحفي في Wenchang الخميس الماضي، أن هذا الإصدار الثاني من Long March 5B قد شهد تحسينات على الإطلاق الأول ، ولكن لم يتم الإعلان عن مناورة deorbit  محتملة.

حيث شهد الإطلاق الأول لـ Long March 5B  أيضًا وصول المرحلة الأولى إلى المدار وإعادة الدخول غير المنضبط بعد ستة أيام، حيث حدثت عودة الدخول فوق المحيط الأطلسيوفقًا لسرب مراقبة الفضاء الثامن عشر التابع لقوة الفضاء الأمريكية.

وحيث أن الصاروخ يدور حول الأرض كل 90 دقيقة تقريبًا، بالتالي فإن تغيير بضع دقائق فقط في وقت العودة يؤدي إلى نقطة عودة على بعد آلاف الكيلومترات. كما أن الميل المداري لمرحلة Long March 5B  الأساسية يقدر بـ 41.5 درجة وهذا يعني أن جسم الصاروخ يمر شمالًا بعيداً قليلاً عن نيويورك ومدريد وبكين وحتى جنوب تشيلي وويلينجتون ، نيوزيلندا، ويمكنه إعادة الدخول في أي نقطة داخل هذه المنطقة. كما أنه من المستحيل حتى الآن التنبؤ أين ومتى سي هبط Long March 5B.

وتعتمد سرعة هذه العملية على حجم وكثافة الجسم كما تعتمد على عدة متغيرات أخرى منها التقلبات الجوية وعلى متغيرات أخرى، والتي تتأثر نفسها بالنشاط الشمسي وعوامل أخرى. 

وقد تحترق المرحلة الأساسية لـLong March 5B  في الغلاف الجوي للأرض عندما تسقط خارج المدار، لكن قطعًا كبيرة من الحطام يمكن ألا تحترق عند العودة، بينما من المرجح أن يسقط الحطام في المحيطات التي تغطي معظم الكوكب، فإنه لا يزال من الممكن أن يهدد المناطق المأهولة.

جدير بالذكر أن المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية لديه محطة لرصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي تم تدشينها في ديسمبر الماضى، جارى الآن التواصل مع الجانب الصينى الذى يربطه علاقة تعاون علمى مع المعهد لتبادل البيانات قد تتيح مشاركة المعهد في مراحل تفصيلية من مراقبة ذلك الصاروخ.

وبالتعاون مع الجانب الصينى يقوم المعهد حاليا بإنشاء محطة لرصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائى في مقر المعهد في حلوان، من المقرر أن تكون المحطة الثانية دوليا من حيث قطر التليسكوب، لتعزز إمكانيات مصر البحثية في مجال الفضاء ومراقبة الأقمار الصناعية،  والتي  تضيف للجهود  التي  تقوم بها مصر لدعم برامج الفضاء وخاصة بعد إنشاء وكالة الفضاء المصرية عام 2018.

يذكر أن مصر ممثلة في المعهد بدأت في رصد الأقمار الصناعية منذ عام 1957 مع إطلاق أول مركبة فضائية روسية بنظام الكاميرات تطورت إمكانيات المعهد إلى أن أصبحت أول محطة لرصد الأقمار الصناعية باستخدام أشعة الليزر عام 1981 والتي ما زالت تعمل في حلوان أيضا.
الجريدة الرسمية