رئيس التحرير
عصام كامل

أزمة كل عام.. هل الاعتماد على الحساب الفلكى لإثبات الهلال فى رمضان جائز؟

الدكتور محمد الشحات
الدكتور محمد الشحات الجندى
 مع نهاية شهر شعبان تتطلع القلوب لرؤية هلال شهر رمضان المبارك وتطرح التساؤلات حول توحيد بداية الشهر الكريم، رؤية الهلال أزمة موسمية تطل على المسلمين بحلول شهر رمضان المبارك كل عام، فبعض الدول ترى أنه لا يجوز الصيام على رؤية الدول الأخرى للهلال، ولابد من ظهور الهلال فى سمائها حتى تبدأ الصيام.


ويرى آخرون أنه طالما ثبتت رؤيته فى أي بلد فلا مانع من الصوم عملا بقول النبى صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته".. وتعلن بعض الدول بداية الشهر بناء على الحسابات الفلكية ودول تنتظر الرؤية البصرية.. وهكذا يثور الخلاف كل عام على تحديد بداية الصوم.

أيضا اختلفت الوسائل المستخدمة فى تحديد الرؤية، فأجاز البعض المناظير الفلكية أو طائرة للكشف عن الهلال والكاميرا الإلكترونية ورادار بالليزر، وكل ذلك لا ينفى الرؤية البصرية. 

القمر الصناعى 
ومن قبل تقدم الدكتور نصرفريد واصل مفتى الجمهورية الأسبق بمشروع لانشاء قمر صناعى إسلامى لتحديد الأهلة، مقدما دراسة وافية حول هذا المشروع ودفعت رابطة العالم الاسلامى مساهمة بمبلغ 130 ألف دولار لإنشاء القمر، ثم توقف المشروع بسبب لائحة دار الإفتاء المصرية التى لا تجيز جمع تبرعات بدون تشريع حيث سيتكلف المشروع 30 مليون دولار.

الرؤية بالعين المجردة 
وحول المعمول به فى مصر يقول الدكتور محمد الشحات الجندى الأمين العام السابق لمجمع البحوث الاسلامية: إن ماكان متبعا فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم هو الاعتماد على رؤية الهلال وفقا للعين المجردة، وكان يكفى لثبوت الهلال شاهد أو شاهدان لكن التطورات التى حدثت منذ العهد الاسلامى الأول جعلتنا نعتمد على الحساب الفلكى ايضا، وهو ما يعتبر من قبيل الرؤية العلمية التى تعتمد على حقائق، وعلى هذا فالاعتماد عليه جائز شرعا. 

 وأضاف الجندى: إن هذا هو مسلك دار الافتاء ومجمع البحوث الاسلامية حيث اتفقوا على إمكانية الاعتماد على الرؤية الفلكية، أو اتخاذ مسلك يجمع بين الطريقتين عن طريق مراصد الرؤية البصرية والرؤية المقدرة بالحساب الفلكى، وذلك حتى لا يتم إهدار الرؤية البصرية متى كانت ممكنة.

وحدة المسلمين 
وعن إشكالية اختلاف الرؤية من بلد الى آخر، يرى الجندى ان وحدة الأمة فى رؤية هلال رمضان ضرورية لوحدة صف المسلمين فى بداية الشهر الكريم، والاجتماع حول تلك الشعيرة.. كما أن الاعتماد على الحساب الفلكى والأخذ بتوصية جعل مكة المكرمة مركزا للرصد الفلكى ربما كان أدق وأكثر تحقيقا لمقصد الحديث الشريف.

أما المسلمون خارج الأقطار الإسلامية فهناك عدد من الاجتهادات بهذا الشأن، فهم إما يعتمدون على حسابات الاماكن التى يعيشون بها بالرؤية البصرية أو الفلكية للهلال، إذا كانت متيسرة لهم، وإما أن يبدأوا الصوم مع أقرب الأقطار الإسلامية إليهم أو يعتمدوا حسابات مكة المكرمة ورؤيتها للهلال.
الجريدة الرسمية