رئيس التحرير
عصام كامل

السودان يفسد خطة إثيوبيا

ليست المرة الأولى التى تحاول إثيوبيا فيها أن تفسد التنسيق المصرى السودانى فى أزمة سد النهضة.. فهذا قد تكرر مرارا فى الشهور الأخيرة، تارة باستفزاز السودان بادعاءات تقول أن مصر تحرّضه فى أزمة الحدود السودانية الإثيوبية، رغم أن السودان نشر جيشه داخل أراضيه، وتارة أخرى بتقديم عرض تحديد خبراء يتشاور معهم نظراؤهم الإثيوبيون بخصوص الملء الثانى للسد أملا فى أن يوافق السودان على ذلك وترفضه مصر، وتارة ثالثة بتركيز الهجوم الاثيوبى على مصر وحدها، مثلما حدث مؤخرا حينما وصف الإثيوبيون المطالب المصرية التى لا تتجاوز إبرام اتفاق قانونى ملزم لملء وتشغيل السد بأنها غير عقلانية وإنه تم إزالة المخاوف السودانية بخصوص هذا الملء الجديد للسد.


فان التنسيق المصرى السوداني يزعج بشدة إثيوبيا لانه يضعف من موقفها فى أزمة السد أمام العالم، خاصة وأن اثيوبيا استفادت كثيرا فى الفترة التى غاب فيها هذا التنسيق، لمد حبال المماطلة طويلا التى ساعدتها فى استهلاك الوقت والتهرب من التزاماتها فى اتفاق النوايا المبرم عام  ٢٠١٥.

فتنة
غير أن السودان الذى إكتشف عمليا بعد الملء الاثيوبى الأول للسد إنه المتضرر الأول والأكثر، أفسد الخطة الاثيوبية التى تستهدف بث الفتنة بينه ومصر.. فها هى وزارة الخارجية السودانية تصدرأمس بيانا قويا للرد على التصريحات الاثيوبية الرسمية حول اتفاقات نهر النيل التى تصفها بالاستعمارية رغم أن أهمها وقعتها إثيوبيا وهى مستقلة، وتحذر إثوبيا أن موقفها هذا من شأنه أن تترك الأرض المقام عليها سد النهضة لإنها كانت أراض سودانية قبل إبرام هذا الاتفاق.

وهنا يتبين أهميةَ المحافظة على هذا التنسيق المصرى السودانى مستمرا وفاعلا لأحكام الضغط على الاثيوبيين المراوغين حتى يتقبلوا بالالتزام بالقانون الدولى وإتفاق النوايا.
الجريدة الرسمية