رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أحد أبطال معركة شدوان يروي قصص الصمود والتحدي ضد قوات العدو

فيتو

في الذكرى التاسعة والأربعين لمعركة جزيرة شدوان، يروي المستشار كامل الحسيني عريف مجند وقتها، أحد أبطال المعركة، ذكرى استبسال أفراد الكتيبة 93 صاعقة، أبطال معركة جزيرة شدوان التي دارت رحاها في يناير 1970 في منطقة البحر الأحمر العسكرية خلال حرب الاستنزاف 1967 - 1973.


وقال المستشار كامل الحسيني: "جزيرة شدوان تقع بالقرب من مدخل خليج السويس وخليج العقبة بالبحر الأحمر، وتبعد عن الغردقة 35 كم، وعن السويس 325 كم".

وتشتهر الجزيرة بسياحة وممارسة رياضة الغوص والصيد، ولكن لا يسمح فيها بالسباحة، وهي جزيرة صخرية منعزلة لا تزيد مساحتها على 70 كيلو متر، يبلغ طولها 16 كم وبحد أقصى عرض نحو 4 كم، وكانت تؤمنها سرية من الصاعقة المصرية، من الكتيبة 93 صــاعقة ومجموعة مدنيين لتشغيل رادار بحري.

وقال إن قوات العدو قامت بهجوم ضخم على الجزيرة ليلة الخميس 21 /22 يناير 1970 بقواته الجوية، المكونة من طائرات الفانتوم وسكاي هوك الأمريكية الصنع، والميراج وتصدت بعض القوارب المصرية له في المنطقة وأصاب واحدا منها، وتمكنت وسائل الدفاع الجوي المصري من إسقاط طائرتين للعدو، إحداهما من طراز "ميراج" والثانية من طراز "سكاي هوك".

وأضاف كامل أن عملية الهجوم اشتملت على الإبرار الجوي والبحري والقصف الجوي الذي استمر لعدة ساعات على الجزيرة، وضد بعض موانئ البحر الأحمر التي يحتمل أن تقدم المعونة للقوات المصرية.

وأشار إلى أن القتال استمر لنحو 36 ساعة كاملة بين كتيبة المظلات الإسرائيلية والمحمولة جوا بطائرات الهليوكوبتر الإسرائيلية، وكذا كتيبة أخرى من القوات البحرية الإسرائيلية والمحمولة بحريا، والتي قذفت قوات الجزيرة من البحر، وأيضا حاصرت الجزيرة لغرض منع أي إمدادات بحرية للقوات المصرية المتواجدة على ظهر الجزيرة.

سيناريو المعركة
وأضاف أنه مع بداية فجر يوم الجمعة الموافق 21 يناير 1970، ومع أول ضوء حلقت فوق سماء الجزيرة مجموعة من طائرات الهليكوبتر، وأسقطت منشورات، واستعملت مكبرات الصوت تنادي على أفراد سرية الصاعقة من كتيبة 93 صاعقة بتسليم أنفسهم هم وجماعة خدمة الفنار من التفتيش البحرى، ولكن رجال الصاعقة الأبطال لم يستجيبوا لذلك، وأخذوا مواقعهم بتسليحهم البسيط من بنادق آلية وطبنجات وقاذف الدبابات الأر بي جي، وبعد نحو أكثر من ساعة انسحبت طائرات المارينز الإسرائيلي المسلحة بأحدث الأسلحة.

وقال كامل: "فجأة بدأت تظهر في سماء الجزيرة طائرات الفانتوم وسكاى هوك، وتقذف أرض الجزيرة بقنابل الـ 1000 رطل المدمرة الحارقة، وفى الوقت نفسه تقذف موقع الكتيبة الرئيسي في جبال منطقة مدينة الغردقة، وأيضا على السفن المتواجدة حول الجزيرة من البحرية المصرية والسفن التجارية لكي تمنع أي إمداد للجزيرة، خاصة وأن إمدادات الجزيرة كانت تتم عادة بسفن الصيد المصرية الكبيرة، ويطلق عليها بلنص، وذلك من باب التمويه، واستمر القصف نحو 6 ساعات حتى انشقت جبال الجزيرة.

وأشار إلى أن رجال سرية الصاعقة ظلوا صامدين في مواقعهم، وبدأت عملية الإنزال للجنود الإسرائيليين، وكبدتهم سرية الصاعقة العديد من القتلى، ولكن كعادة العقيدة الإسرائيلية لا بد من سحب الجثث أولا وإخلاء الجزيرة من قتلاهم حتى كانت فترة الغروب، وبدأت طائرات العدو في التقهقر لم يتمكنوا من اقتحام منطقة الفنار "منطقة تمركز السرية".

وأضاف أنه بعد ذلك صدرت التعليمات بالاختباء بمنطقة الخيران على شاطىء الجزيرة وحول الفنار، وبدأت القاذفات المصرية في قصف أماكن تمركز من بقى على الجزيرة من الصهاينة، وكبدتهم العديد من الخسائر.

شاهد إسرائيلي
وأشار كامل إلى أن العدو شهد على نفسه ببسالة القوات المسلحة المصرية، وأضاف أن من ضمن القوات الإسرائيلية كان صحفي أمريكي يدعى "جاي بوشينسكي"، وبعد الحرب قال بالرغم من القصف الهائل للقوات الجوية الإسرائيلية والنداءات المتكررة بالميكروفون لاستسلام القوات المصرية كان رد المصريين على هذا النداء بقذائف مركزة من المدافع تنصب فوق الجنود الإسرائيليين من كل جانب، وقال :"لقد شاهدت بطولات من الجنود المصريين لن أنساها ما حييت".

أهم البطولات
وأشار إلى أن من أهم البطولات جندي مصري كان يقفز من خندقه ويحصد بمدفعه الرشاش قوة من الإسرائيليين، وظل يضرب إلى أن نفدت آخر طلقة معه، ثم استشهد بعد أن قتل عددا كبيرا من جنود العدو وأصاب عشرات بجراح.

ولفت إلى أن القوات الإسرائيلية كانت تتلقى مساعدة مستمرة من طائرات الهليكوبتر، وبالرغم من ذلك لم تتقدم إلا عندما نفدت ذخيرة أحد المواقع وكان به جنديان أسرهما الإسرائيليون، ثم طلبوا من أحدهما أن يذهب إلى مبنى صغير قرب فنار الجزيرة ليقنع من فيه بالتسليم، ثم عاد الجندي المصري ليقول لهم إنه وجد المبنى خاليا، وعلى الفور توجه إلى المبنى ضابط إسرائيلي ومعه عدد من الجنود لاحتلال المبنى، وما كادوا يدخلون إلى المبنى حتى فوجئوا بالنيران تنهال عليهم من مدفع رشاش يحمله ضابط مصري.

وأضاف أنه قتل في هذه العملية الضابط الإسرائيلي وبعض الجنود الذين كانوا معه، أما الضابط المصري البطل الشجاع فقد أصيب بعد أن تكاثر عليه جنود العدو.

وأشار إلى أنه في موقع آخر خرج جنديان متظاهرين بالتسليم، وحين تقدمت قوة إسرائيلية للقبض عليهما، فوجئت بجندي مصري ثالث يبرز فجأة من الموقع بمدفعه الرشاش، فيقتل 5 جنود ويصيب عددا من الإسرائيليين".

وأكد أن الخسائر كانت عالية بين الجانبين؛ نظرا للقتال العنيف الذي شهدته الجزيرة طيلة 36 ساعة لقن فيها رجال الصاعقة المصرية العدو الإسرائيلي درسا لن ينساه في معاني البطولة والموت فداء للوطن.
Advertisements
الجريدة الرسمية