رئيس التحرير
عصام كامل

عماد عبد الحافظ: نهاية الإسلاميين في مرحلة ما بعد الربيع العربي ‏

عماد عبد الحافظ
عماد عبد الحافظ

قال عماد عبد الحافظ: إن مرحلة ما بعد الربيع العربي تمثل نهاية تجرِبة الحركة الإسلامية بشكلها التقليدي والتي نشأت ‏وامتدت طوال القرن الماضي.‏



أوضح "عبد الحافظ" أنه لا يعني بنهايتها زوالها من الوجود، ولكن نهاية الاعتقاد بكونها حركة قادرة على الإصلاح والتغيير ‏في المجتمع، مردفا: يتطلب الأمر انشغال كل الأطراف بما فيها الحركة الإسلامية ذاتها بتقييم تلك التجرِبة بشكل عميق ‏لمحاولة فهم التطورات التي قد تحدث في هذه الحركات وما هو المأمول في شأنها.‏

أضاف: بالنسبة للإخوان فهي تعتقد أن سر قوتها يكمن في قوة التنظيم، الذي ينبع من احتوائه عددا كبيرا من الأفراد، ‏تستطيع مجموعة صغيرة من القيادات أن تتحكم في حركتهم وتوجههم كيفما تشاء، وبذلك تكتسب الجماعة قدرة كبيرة على ‏التأثير بالمقارنة بأي فصيل أو تيار أو حزب آخر، فتستطيع تحقيق وجودها باستمرار وفرض إرادتها والحصول على العديد ‏من المكتسبات.‏

تابع: الإخوان بشكلها الحالي ليست في حاجة إلى فرد يفكر وينتقد ولديه القدرة على الحركة الذاتية، ولكنها بحاجة إلى فرد ‏منفذ يسمع ويطيع ويثق بشكل مطلق في قيادته، ويفعل كل ذلك بدافع ديني معتقدًا أن هذا واجب عليه، بناءً على أسلوب ‏الجماعة الذي تستخدمه في إنزال بعض النصوص الدينية عليها  كمفهوم الطاعة والبيعة والجماعة.‏

أضاف: لكن هذا الأسلوب كانت له نتائج كارثية، حيث أفقد الفرد نفسه إرادته وملكاته الفكرية التي وهبه الله تعالى إياها، كما ‏أصاب عقل الجماعة بالضمور وأفقدها حيويتها فحال بينها وبين القدرة على التطور، كما جعل من ذلك الفرد كائنًا متعصبًا ‏لفكر الجماعة ومواقفها، يدافع عنها في الحق والباطل، سواءً علم بأنه باطل أم لا، فأضحى سببًا من أسباب الانقسام في ‏المجتمع. ‏

استكمل: كان لهذا الأسلوب تأثيره الكبير في عدم قدرة البعض على الخروج من الجماعة رغم رؤيته للعديد من الأخطاء ‏فيها، لكنه ونتيجة لتلك التربية كان يعتقد أن الخطأ في عدم قدرته هو على إدراك ما تدركه قيادة الجماعة، فيعود أدراجه ‏في صفوفها مستسلمًا ملتزمًا بفعل ما لا يقتنع به، فقط لأنه تربى على أنه ليس عليه سوى التنفيذ، أما الباقي فهو من شأن ‏القيادة التي ترى ما لا يراه أحد. ‏

اختتم: يأخذون الفرد في مسار خاطئ، ويهدرون ما اكتسبه وتعلمه من أمور حسنة، لأن الفرد في النهاية لا يكون إلا جزء ‏من التنظيم، وترسا في ماكينته.‏

الجريدة الرسمية