رئيس التحرير
عصام كامل

«معاكي مفتاح للجنة».. سر غيرة الشيخ الشعراوي من تحية كاريوكا

تحية كاريوكا
تحية كاريوكا

تحية كاريوكا صاحبة باع طويل في الفن، وتاريخ من التربع على عرش الرقص الشرقي.

هي بدوية تحية محمد علي النيداني كريم، والتي عرفت فنيًا باسم تحية كاريوكا، ولدت في 22 فبراير عام 1915، بمدينة الإسماعيلية، وقد بدأت ممارسة الرقص والغناء والتمثيل وهي في سن صغيرة.. وسافرت إلى القاهرة هربًا من تعذيب أخيها، وتعرفت على الراقصة سعاد محاسن، ثم ذهبت إلى بديعة مصابني بعد سفر الراقصة سعاد محاسن إلى الشام، وحينها اكتشفتها الراقصة بديعة مصابنى، وانضمت إلى فرقتها عام 1935، وبعد ذلك توجهت إلى السينما والمسرح بمساعدة سليمان باشا نجيب الذي قام بمساعدتها وتنميتها ثقافيًا وسياسيًا، لتتوالى أعمالها الفنية فيما بعد.



تعد الفنانة تحية كاريوكا آخر العظيمات في تاريخ الرقص الشرقي، حيث طورت أسلوبها الخاص الذي اعتمد على إعادة إنتاج الهرمونية الشرقية القديمة في الرقص، وهو الأسلوب الذي تأسست عليه مدرسة كاملة في الرقص الشرقي، في مقابل مدرسة سامية جمال التي لجأت إلى مزج الرقص الشرقي بالرقص الغربي، فيما تطور بعد ذلك إلى حدوث خلط كبير بين أساليب الرقص الشرقي والإستربتيز (رقص تعري).

اعتزال بعد 60 سنة فن

وبعد أكثر من 60 عاما تصدرت خلالها تحية كاريوكا أغلفة المجلات الفنية بل والسياسية والثقافية، قررت في عام 1998 الابتعاد عن الأضواء واعتزال الفن، ذلك القرار الذي خلف كثيرا من التكهنات والروايات حول الدوافع وأسباب إعلان الفنانة اعتزالها، ومن أكثر الشخصيات الذين أثروا عليها في اتخاذ ذلك القرار، ومنذ وفاة الفنانة تحية كاريوكا في 20 سبتمبر 1999، وحتى اليوم في كل ذكرى تخص الفنانة يتردد اسم الشيخ محمد متولي الشعراوي مقترنًا بها.


مواقف الراقصة والإمام

العديد من المواقف جمعت بين تحية كاريوكا والشيخ الشعراوي، حسبما جاء في كتاب «إمام الدعاة محمد متولي الشعراوي».



غيرة الشعراوي من تحية كاريوكا

ومن المقولات الشهيرة التي قالها الشيخ الشعراوي للفنانة الراحلة تحية كاريوكا: «بدأت أغير منك يا تحية»، وذلك بعدما رفضت حضور جلسات دعوى قضائية كانت مقامة ضد طليقها فايز حلاوة؛ لاستراد شقتها التي استولى عليها، فسألها الشيخ الشعراوي عن سبب عدم حضورها للجلسات، فقالت له: «يامولانا فايز راجل متزوج ومعه بنت ومعندوش شقة، هياخدهم ويروح بيهم فين، هو هيتبهدل، وأنا خلاص كبرت ولا أقدر أنظف الشقة ولا أصرف عليها، وأنا الحمد لله الشقة اللي أنا قاعدة فيها كويسة وأنا راضية الحمد لله»، فقال لها الشيخ الشعراوي: «بدأت أغير منك يا تحية».

لو عرفتك لاتجهت إليك رأسا لا رقصا

ولم يكن ذلك الموقف الوحيد الذي جمع الإمام الشعراوي بتحية كاريوكا، فقد سبق ذلك مقولته الشهيرة لها في أول لقاء جمع بينها: «لو عرفتك لاتجهت إليك "رأسا" لا "رقصا"»، وذلك بعدما كانت اعتزلت الفن وارتدت الحجاب، فأخذت تنادي على الشيخ الشعراوي، ولكنه لم يسمعها بسبب الزحام، فنادت عليه عدة مرات، وقالت له: "يا شيخ شعراوي، بُح صوتي وأنا أنادي"، فقال لها: "معذرة.. والله لم أسمع"، وكان يكلمها وهو ينظر في الأرض.. فقالت له: "انظر إلي حتى تعرفني"، فرد عليها الشيخ: "لو عرفتك لاتجهت إليك "رأسا" لا "رقصا"، فأثار ذلك ضحك الحضور، وظل الشيخ الشعراوي يدعو لها.

مفتاحك للجنة

وموقف اخر وليس بأخير جمع الفنانة الراحلة بالإمام، حينما قال لها كلمته الشهيرة: «تلك هي مفتاحك للجنة»، وذلك عندما طلبت مشورته، بشأن طفلة رضيعة وجدتها ملقاة أمام باب منزلها، فاستشارت الشيخ الشعراوي في أن تأخذ هذه الطفلة وتتولى هي تربيتها ورعايتها، فرد عليها الشيخ قائلا: "اكفليها وسميها "عطية الله" فهي عطية من الله، وهي مفتاحك للجنة"، وبالفعل أخذت الطفلة الصغيرة، وكفلتها وتولت رعايتها وتربيتها.

الجريدة الرسمية