«الأطلال» رائعة «إبراهيم ناجي».. كتبها بعد زواج حبيبته.. غنتها «كوكب الشرق» بعد 13 عامًا من وفاة شاعرها.. اختلفت «أم كلثوم» مع السنباطي على أداء المقطع الأخير..

"يا فؤادي لا تسل أين الهوى.. كان صرحًا من خيالٍ فهوى.. اسقني واشرب على أطلاله.. واروِ عني طالما الدمع روى.. كيف ذاك الحب أمسى خبرًا.. وحديثًا من أحاديث الجوى"... هكذا جاءت بداية قصيدة الأطلال التي غنتها كوكب الشرق "أم كلثوم" ولحنها "رياض السنباطي"، وهي من تأليف الشاعر "إبراهيم ناجي"، وهي واحدة من الأغاني التي رسمت تاريخ المشتركين فيها بحروف من ذهب.

وفي ذكرى مولد كوكب الشرق "أم كلثوم"، والشاعر "إبراهيم ناجي"، نعرض أهم المحطات التي مرت بها القصيدة.

قصة القصيدة
كتبها الشاعر إبراهيم ناجي عندما فارقته حبيبته، فقد غادر ناجي لدراسة الطب، وعندما عاد علم أن حبيبته تزوجت، وذات ليلة سمع طرقًا شديدًا على باب منزله، فقام من سريره ليعرف من الطارق، فكان رجلا يريد طبيبًا لمساعدة زوجته، التي كانت في حالة ولادة متعسرة؛ فأخذ ناجي حقيبته، وذهب مع الرجل إلى بيته، حيث كانت زوجته بوضع صعب، اقترب منها ناجي ليجدها حبيبته، وهنا كتب قصيدة الأطلال.

وفاة شاعرها
غنت كوكب الشرق أم كلثوم قصيدة "الأطلال" لأول مرة عام 1965 بعد وفاة شاعرها بـــ13 عامًا، ولم تكن المدة بين رحيل إبراهيم ناجي، وغناء كوكب الشرق للأطلال مصادفة، وإنما السبب من وراء هذا التأخير كان نزاعًا شب بين أم كلثوم والسنباطي أدى إلى غضبه منها، ولم تفلح كل المحاولات بالصلح فيما بينهما إلا بعد مضي وقت طويل.

اختيار الأبيات
ففي عام 1962، أثارت قصيدة "الأطلال" اهتمام كوكب الشرق "أم كلثوم"، وطلبت حينها من السنباطي أن يساعدها في اختيار الأبيات المناسبة من القصيدة، ثم قامت بإضافة أبيات أخرى من قصيدة "الوداع" للشاعر نفسه، وتم تعديل بيت "يا فؤادي رحم الله الهوى" ليتحول إلى "يا فؤادي لا تسل أين الهوى".

المشاجرة
استغرق تلحين قصيدة "الأطلال" عددًا كبيرًا من الجلسات، التي جمعت بين أم كلثوم والسنباطي، ثم تناقلت الصحف خبر العمل المشترك بين كوكب الشرق والسنباطى، ثم أجريت تجهيزات الحفلة التي كانت من المفترض أن تقام في أكتوبر 1963، وبدأ الجمهور بالاتصال لحجز تذاكر الحفلة، إلى أن حدثت بينهما المشاجرة حول كيفية أداء المقطع الأخير من الأغنية.

أفضل 100 عمل فني
وفي عام 2000، صنفت "الأطلال" ضمن قائمة أفضل 100 عمل فني عالمي لــ100 عام، وحين أدتها أم كلثوم، قالت عنها إنها أرهقتها كما لم ترهقها أغنية في حياتها.

14 حفلًا
غنت أم كلثوم قصيدة الأطلال في 14 حفلًا في مصر، وغنتها لأول مرة في سينما قصر النيل، في 7 أبريل 1966 لمدة 84 دقيقة، وأدت من بين تلك الحفلات 2 تبرعًا منها للمجهود الحربي، بعد نكسة 1967 في الحرب مع إسرائيل.