رئيس التحرير
عصام كامل

مفهوم السعادة عند مارك!


مارك مؤسس فيس بوك لم يتجاوز عمره 32 سنة، وجمع ثروة هائلة قدرها البعض بنحو 34 مليار دولار وربما يزيد.. لكنه أبدًا لم يعرف عنه أنه استخدمها للإنفاق على ملذاته أو أهوائه كما يفعل بعض الأثرياء هنا أو هناك؛ لأنه ببساطة يرى أن "السعادة هي عمل شيء نافع للناس". 

ولم يكن مارك وحده الذي قدم نموذجًا لرجل الأعمال الصالح في الغرب، أو للوظيفة الاجتماعية لرأس المال، لكن هناك نماذج عديدة أمثال الملياردير الأمريكي المشهور "وارن بافت"، الذي بدأ حملة لأعمال الخير بالتعاون مع زميله "بيل جيتس"، صاحب شركة مايكروسوفت، تحت شعار "عندما نعطي نلهم الآخرين على العطاء"؛ لإقناع رجال أعمال أمريكيين آخرين أكثر منه مالًا، بالتبرع بجزء من ثرواتهم لصالح الفقراء..

وبالفعل انضم إلى حملتهما عشرات من رجال الأعمال الأمريكان الأكثر ثراء، حتى أن معظمهم تبرع بنصف ثروته وربما أكثر، وهي أرقام تفوق عدة مليارات من الدولارات لمشروعات خيرية تجاوز نطاقها حدود أمريكا إلى دول أخرى تعاني الفقر.

هذه الأفكار النبيلة من أصحاب رءوس الأموال لقيت إقبالًا منقطع النظير هناك؛ حيث تبارى أثرياء ورجال أعمال كثر في أمريكا، وبينهم مسئولون حكوميون وفنانون مشهورون وإعلاميون وأصحاب فنادق وبنوك وفضائيات في دعم الأعمال الخيرية.. ولا تزال الحملة تجذب كل يوم متبرعين جددًا من أصحاب المليارات.. ليقدموا شكلًا من أشكال التكافل الاجتماعي الذي أرى رجال أعمالنا وأثرياءنا أحق به وأولى؛ التزامًا بروح الدين الذي يوصي أتباعه بإطعام الطعام وإعطاء ذوي القربى واليتامى والمساكين والفقراء.. وما أظن قول الرسول الكريم "والله لا يؤمن.. والله لا يؤمن قيل مَنْ يا رسول الله.. قال: من بات شبعان وجاره جائع"، إلا دعوة صريحة لإعالة الفقراء ومد مظلة التكافل لكل محتاج، ويظل الإيمان ناقصًا ما بخل الأغنياء وجاع الفقراء.

alyshem51253@gmail.com
الجريدة الرسمية