رئيس التحرير
عصام كامل

عليك بالدعاء عند وقوع البلاء

الدنيا دار امتحان إلى آخر يوم فيها، فمن عقل ذلك وأدركه ارتاح واطمأن، والله سبحانه وتعالى يبتلى المؤمن على قدر إيمانه؛ لأن البلاء ليس بالضرورة أن يكون عقوبة على فعل اقترفه المرء، بل يكون خيرًا له فترفع به درجته فى الآخرة، ودرجات الآخرة مرتبطة بجهاد الدنيا.. الإنسان فى حياته يمر بمحطات كثر ويتعرض لبعض المحن التى تعرف بالابتلاء لاختبار مدى صدقه، ولكى يرفعه الله درجات..


هناك أعمال يجب القيام بها حتى يرفع البلاء تتضمن الدعاء الذى يرفع البلاء، حتى وإن كان أشد أنواع البلاء، فإن بالدعاء والاستغفار والصلاة يخفف البلاء ويضعف، كما لجأ سيدنا أيوب إلى الله فى بلائه بالدعاء.. على المؤمن أن يصبر ويرضى بأمر الله تعالى، وأن يبصر الرحمة من خلال البلاء فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: «إن أعظم الجزاء مع عظم البلاء، وأن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضى فله الرضا، ومن سخط فله السخط». رواه الترمذى. أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، وليعلم المسلم أن البلاء قد يكون لتكفير الخطايا ومحو السيئات كما فى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما يصيب المسلم من هم، ولا حزن، ولا وصب، ولا نصب، ولا أذى، حتى الشوكة، إلا كفر الله بها من خطاياه». رواه مسلم.

الصبر على البلاء
وتارة يكون البلاء لرفع الدرجات وزيادة الحسنات كما هو الحال فى ابتلاء الله لأنبيائه.. لقد لجأ أيوب عليه السلام فى بلواه وضره إلى الله سبحانه وتعالى، فكشف ذلك عنه، قال الله تعالى: {وأيّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} [الأنبياء: 83-84]. على أية حال، يجب أن نعى أنه عندما يشتد الوجع ويتصاعد الألم ليس هناك علاج سوى الصبر لتهدأ النفس وتعود إلى طبيعتها.

آخر المشوار..
إياك والغضب عند البلاء فإن الغضب ينافى الصبر.
الجريدة الرسمية