رئيس التحرير
عصام كامل

سؤال الضرورة: هل أقوالنا تطابق أفعالنا؟!

المتأمل لأحوال أمتنا ومنطقتنا يجد نفسه في مواجهة سؤال حتمي: هل أخلاقنا بخير.. هل أقوالنا تطابق أفعالنا.. وهل نطبق عملياً ما دعانا إليه ديننا الحنيف ورسولنا الكريم القائل "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".. وهل انتهينا عما نهانا عنه.. لقد قال الله تعالى في قرآنه الكريم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ".


ودائما ما نواجه بسؤال لم نجد إجابة له: لماذا منطقتنا مبتلاة دون غيرها بالإرهاب وجماعاته، والتطرف وتنظيماته، والإهمال والفساد والتخلف والأمية والتواكل والمرض.. حتى باتت أكثر بقاع الأرض هشاشة وانقساماً وتدهوراً وانحطاطاً في السلوكيات، وانخراطاً في الخرافة واستسلاماً للشعوذة والكسل والتواكل وهي الآفات التي ينكرها ديننا بشدة، ويحذر من الوقوع في أسرها..

قضية الوعي وفهم صحيح الدين!

والسؤال الأهم: لماذا تدهورت أخلاقنا، وتراجعت أدوارنا الحضارية، وتداعت علينا الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها لا من قلة ولا من ضعف في الموارد لكننا كثرة كغثاء السيل كما قال نبينا الكريم. فهل نجد أمة أخرى يحاربها أعداؤها بأيدي بعض بنيها المغرر بهم والذين جرى توظيفهم لهدم أركانها وهز استقرارها عبر حروب الجيلين الرابع والخامس ليدمر بعضنا بعضاً بدعاوى زائفة تنطلي للأسف على بعضنا.

أما العجب العجاب فهو أن أمة إقرأ لا تقرأ، ولا تجتهد بصورة مرجوة في طلب العلم، ولا تتحرى الصدق ولا تتثبت من صدق ما تشيعه طائفة من الناس على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الأخبار وقنوات التحريض من أخبار مفبركة وشائعات مكذوبة تستهدف تشويه إنجازات الدولة المصرية التي تتعرض لموجات شرسة من الإرهاب وحروب الأفكار والكراهية.

الجريدة الرسمية