رئيس التحرير
عصام كامل

الإخوان.. والاستقواء ببايدن!

أعلن المجمع الانتخابي للرئاسة الأمريكية منتصف الشهر الجاري رسميا فوز بايدن برئاسة أمريكا لمدة أربع سنوات قادمة تبدأ من العشرين من يناير القادم، وعلى غير المعتاد شابت عملية الإعلان بعض المناوشات من الرئيس المنتهية ولايته ترامب، حيث اتهم ترامب حزب الديمقراطيين الذي يمثل منافسه بايدن بتزوير الانتخابات..


كل ما ذكرته في مقدمة مقالي هذا شأن داخلي، ليس لنا فيه ناقة ولا جمل ولكن الذي أريد أن أتناوله في مقالي هذا، هو نهج جماعة الإخوان في الاستقواء بالخارج وهذا هو ديدنهم منذ نشأتهم، فمنذ أن جاءت الأنباء من داخل الإعلام الأمريكي باحتمال فوز بايدن برئاسة أمريكا، رأينا جماعة الإخوان الإرهابية تهرول وكعادتها للاستقواء ببايدن وإدارته الجديدة..

النقابات.. أيقونة فساد!

وكأنه هو الذي سيأتي بهم لقيادة البلاد وليس الشعب صاحب الولاية في الاختيار فمجرد تنامي الأخبار المؤكدة بفوز بايدن بدأت اذرعة الإخوان الإعلامية والسياسية في التحريض والاستقواء بادارة بايدن الجديدة، بل دعت الجماعة الانتهازية الإدارة الأمريكية الجديدة إلى مراجعة (سياسات دعم ومساندة الدكتاتوريات) علي حد زعمها. ويعتبر الإعلان الرسمي للجماعة بدعم بايدن ومطالبته بالتدخل في الشأن الداخلي لمصر، بمثابة استقواء ببايدن وهذه هي عادتهم في الاستقواء بالخارج!!!

وحيث إن الاستقواء ليس جديدا على الإخوان، فالبداية كانت مع الإنجليز الذين نشأت في كنفهم الجماعة إبان احتلالهم لمصر منذ اثنين وتسعين عاما، وبعد أن ضعف الإنجليز انتقلوا إلى حضن الأمريكان في العهد الجديد. 

والدليل على عمالة الإخوان بالأمريكان تسريبات البريد الإلكتروني الخاص بوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، حيث كشفت هذه التسريبات تحالف جماعة الإخوان مع الإدارة الأمريكية فى عهد أوباما، لنشر الفوضى في المنطقة ومنها مصر، من أجل وصول الجماعة للحكم، كما كشفت الدور الخبيث للجماعة والإدارة الأمريكية آنذاك لزعزعة الاستقرار  في مصر، وهذا ما تريد تكراره مع الإدارة الجديدة لأمريكا برئاسة بايدن، لأنها تعلم جيدا أن إدارة بايدن الجديدة وإدارة أوباما السابقة تخرجان من رحم واحد وهو الحزب الديمقراطي،  الذي له أجندة مصالح خاصة في مصر تريد تحقيقها بمساندة الإخوان.

الجماعات الإرهابية.. فكر أراد أن يموت (٣)

بل وصل الأمر بكبيرهم إبراهيم منير أنه هدد الدولة المصرية بادارة أمريكا الجديدة، حيث صرح أن ملف حقوق الإنسان سيتم فتحه بكل قوة، وأن المصالحة إذا تمت مع النظام المصري فستكون بشروط خمسة حددها! فهل رأينا في العالم معارضة تستقوي بنظام خارجي بهذه الفجاجة، فهل رأينا مثلا المعارضة التركية التي يبثون إعلامهم منها يستقون بالخارج؟

المعارضة التركية رفضت تدخل أمريكا والاتحاد الأوروبي في شأنهم الداخلي، رغم المعارضة الشديدة لأردوغان بسبب ديكتاتوريته واستبداده بحكم البلاد منذ خمسة عشر عاما، بل بطش ونكل بالمعارضين له حتى قادة جيش بلاده والصحفيين وغيرهم لم يسلموا من بطش أردوغان، ونسى الإخوان أن أمريكا وغيرها من الدول الكبرى يبحثون عن مصالحهم، وفي طريق تحقيقها يهدون الدول ويشردون الشعوب، وبعد أن يحققوا أهدافهم يتخلون عن الخونة الذين كانوا عونا لهم في تحقيق اجنداتهم.

وأنهي مقالي بالتأكيد على حقيقة لكل من عندهم ذرة من وطنية أو دين إن الاستقواء بالخارج ليس له مبرر، فإن المقابل سيكون مدمرا، أيها المستقوي ببايدن والاتحاد الأوروبي لا تنظر إلى مصلحتك فمصلحة وطنك أهم، فعالم السياسة الدولية ليس فيها شيء مجاني، فالمقابل بيع الوطن.
الجريدة الرسمية