رئيس التحرير
عصام كامل

قبل أن يرحل الطين.. قصيدة لـ«حمدي جابر»


أطل علينا الشاعر حمدي جابر بقصيدة بعنوان «قبل أن يرحل الطين»، قال فيها:
الحَـرْفُ ضَـجَّ فَـلَـنْ يُـفِـيْـدَ كــلامُ
والصِّدْقُ زَيْفٌ والصُّدُوْرُ خِصَامُ

فَدِمَـاءُ يَـحْـيَى فِيْ المَدَائِنِ فُرِّقَـتْ
والشَّـمْـسُ حُـبْـلَـىْ والجَنِيْنُ ظَلامُ
حَرْبُ الغُيُوْمِ لِأَجْلِ عَرْشٍ أُوْقِدَتْ
لِـيَـنَـالَ مِـنْ لَـحْـمِ الـنُّـجُوْمِ غَمَامُ
والـهُـدْهُـدُ الـمَـسْـكِيْنُ جُنَّ جُنُوْنُهُ
أبْـكَـتْ سُـلَـيْـمَـانَ الـبُـكَـا أرْحَـامُ
بَلْقِيْسُ تَضْحَكُ رَعْشَةٌ فِيْ صَدْرِهَا
وَيَكَلُّ مِنْ صَبْرِ الطعَانِ رُكَـــامُ
فَالسَّرْحُ مُــــرِّدَ بالدِّمَاءِ وَصَوبَهُ
النَّمْلَ يَحْطِمُ فِـيْ السِّبَاقِ زِحَــامُ
الحَبْلُ مِنْ مَسَدٍ مَضَىْ فِيْ جِيْدِهِ
مِـنْ فَـوْقِ صَـدْرٍ طَـوَّقَـتْـهُ سِهَامُ
جَمْعُ اليـَتـَامَىْ وَالأَرَامِلِ أُمَّـتِيْ
وَلِــكُــلِّ أمٍّ فِــيْ الـرُّفَـــاتِ قَــوَامُ
نَـاحَــتْ عَـلَـىْ أغصَانِها زَيْتُوْنَةٌ
وَيَـنُـوْحُ فَـوْقَ الـنَّـائِـحَـاتِ حَـمَامُ
لَـثِّـمْ عُـيُـوْنَـكَ بالِحـجَـارَةِ يـا فـَتَىْ
واحْـضُـنْ تُـرَابَـكَ.للتُّرابِ غَـرَامُ
رَهَـبٌ عَـلاكَ وَأَنْـتَ تُصْرَعُ بَـغْتَةً
مَـا لُـذْتَ حِـصْـنًَا أوْ خَـلاكَ حُـطَامُ
سَـبّـِحْ لِـرَبِّـكَ بالــغَــدَاةِ وبالعِــشَـا
مَـا نِـمْـتَ عَـيْـنَـًا والـذِّئَـابُ تَــنَـــامُ
جُـدْ بالأصَــالَـةِ يَـاكَـرِيْـمُ فَـمَنْ لَهَا؟!
حَـقٌ خُـلُـوْدُكَ لَـنْ يَــمُــوْتَ كِــرَامُ
حُـفَّـتْ حَـيَـاتُكَ بالمَـكَـارِهِ عِــشْتَهـَا
هَـلْ مِـثْـلُ عَـيْـشٍ لَوْ عَلِمْتَ مُدَامُ؟!
لـَيـْسَ الـخَـلُوْدُ مَآلَ خَلْقٍ فِيْ الــدُّنا
فــلـِمَيّـــتٍ مَـيْــتٌ هِــيَ الأقْــــــــوَامُ
جُـدْنَـا بِـدَمْـعٍ كـالـثَّـعَـالِـبِ فـانـْسَـهُ
واعْلــَمْ:عَـزَاؤكَ فـِيْ السَّـمَـاءِ يُقَـامُ
أُمَّـــتْ صَـلاتُــكَ بالـمـلائِـكِ أدِّهَـا
أَقِـمِ الـصَّـلاةَ فَـلَـنْ تَــقُــوْمَ لِــئَـــامُ
يـَمّـِمْ جَـبِـيْـنَـكَ بـالــدِّمَــاءِ شَـهَـادَةً
بَـعْـدَ الـتَّـيَـمُّـمِ بـالْـجِـنَـانِ مُــقَــــامُ
يَا صَـحْبَ مَـنْ نَالُوا السَّلامَةَ قُلْ لَهُمْ
"إنَّ الـسَّـلامَ بِـغَـابِــنَــا أَوْهَـــــامُ"
"يَـا نُـوْحُ قَـدْ جَـادَلْتَ ألفًَا لـم يُفِدْ"
"عَجَزَت سِنُونٌ هَلْ تَفِيْ أَيَّـامُ؟!"
"حَـجِّـبْ بَنَاتَكَ يَاشُعَيْبُ فَبِئْرُنَا "
" مَـلْعُوْنَــةٌ شُجْـعَـانُهَا الأصْنَامُ"
"جـحَـدُوا إلهكَ مَا لَــهُ إحْسانُهُمْ"
"- للْعِجْلِ- يَا مُـوْسَىْ فهُمْ أغْنامُ "
قُـلْ للْحَبِيْبِ إِذَا التَقَاكَ بِحَـوْضِـهِ
"قَـرُبَ المَعَادُ وَذَابَتِ الأَعْــوَامُ"
"مِيْرَاثُكَ القُدْسِيُّ ِفِي ْكَنَفِ الدُّجَىْ"
"قَـدَّ الـظَّـلامَ فَـثَـارَتِ الأَقْــزَامُ"
"وَالنَّاطِقُوْنِ بِقَوْلِ رَبِّكَ أَجْرَمُوْا"
"إِيْ يَـا مُـحَـمَّـدُ قَدْ أُحِلَّ حَـرَامُ"
وَإِذَا الـمَـسِـيْـحُ تَلا عَلَيْكَ سَلامَهُ
قَـبِّـلْ يَـدَيْـهِ وَقُـلْ "عَـلَـيـْكَ سَلامُ"
"مَـا ذَاكَ شَرْعٌ أَنْ نُقَاتِـلَ بَعْضَنَا"
"أَوْ أَنْ تَجُوْرَ عَلَىْ العِظَامِ عِظَامُ"
وَإِذَا ارْتَجَاكَ أَخُوُ النَّدَامَةِ قُلْ لَهُ
"هَلْ كَانَ يُغْنِيْ عَنْ أَخِيْكَ مَرامُ؟! "
"قابيل ُنَسْلُكَ قَدْ تَنَاسَوْا إِرْثَهُمْ"
"هَابِيْلُ مَاتَ وَمَا عَلَيْهِ مَـلامُ "
الجريدة الرسمية