رئيس التحرير
عصام كامل

يسقط الاستقرار


لأجل إنقاذ الوطن وتحريره من قيود السلطة البوليسية ودولة الميليشيات؛ فليس هناك سوى طريق واحد فقط وهو الثورة أيا كانت النتائج والتضحيات؛ ولضمان عدم تكرار أخطاء الثورة الأولى وضرب كل المستغلين لدماء الشهداء؛ فلابد من السير إلى الموت سعداء فرحين.

فالخطر الآن لا يهدد الثورة فقط؛ ولكنه يأخذ الوطن برمته إلى منحى خطير ومفترق طريق مظلم حالك؛ يعيد إليها عصور الظلام والانحناء لجماعات تعمل على ضرب مصر فى عمقها.
فجميع الأطراف الخارجية التى تريد لمصر السقوط بمعاونة أذنابهم وعملائهم من صانعى القرار الداخلى؛ ترى أن الفرصة الآن سانحة للانقضاض والجثم على صدر الوطن لإعادته لعصور العبودية والتبعية.
اللقاء الأخير الذى جمع بين "محمد مرسى" وبين" أحمدى نجاد" أعداء الأمس؛ يؤكد أن طيور الظلام تريد خداع المصريين بأن محاولات إعادة جريان المياه الدبلوماسية لسابق عهدها مع الدولة الفارسية؛ ما هى إلا خطوة على بداية طريق طويل لإعادة الخلافة الإسلامية مرة أخرى إلى القاهرة؛ ومن ذا الذى يليق بالخلاقة سوى حفيد ابن الخطاب "محمد مرسى".
إلا أن التشكك فى نوايا الإيرانيين التى على ما يبدو أن حلم إعادة زمن الدولة الفاطمية مازال يراودهم؛ والذى يتجلى فى محاولاتهم المتسميتة لفرض الهيمنة الشيعية ودق أوتادها فى الأرض المصرية؛ سيعمل على فشل تلك الاتفاقات المشبوهة.
اللعب الآن بالوطن على طاولة المقامرات السياسية أصبح على المكشوف؛ والورقة الرابحة فيه دائما ما تكون الدين؛ ويعتقد "محمد مرسى" وجماعته أنهم الرابحون؛ متجاهلين بعمد أو بقلة خبرة أن الطرف الذى يمسك بيده خيوط اللعبة هو الشعب المصرى وفى مقدمة صفوفهم الشباب الثورى الحر؛ والذى نفض عن رأسه غبار الانتكاسة الثورية الأولى.
ولكن هذا الهاجس وتلك الأوهام لابد لها أن تتحطم على صخرة الثورة؛ وتحترق بغضب شبابها الأحرار؛ ولن يحدث هذا إلا إذا توحدت الصفوف الثورية من جديد؛ وضربت بيد من نار وجه الطاغية وقطع ذيول جماعته المحظورة.
عليكم أيها الرفاق القضاء على انشقاق الصف الثورى ومنع اختراقه من جديد؛ وتفويت كل الفرص لتحويل مسار العنف إلى مسيرات وهتافات واعتصامات تنتهى دائما إلى سقوط شهداء جدد؛ وبقاء النظام متشبثا بطغيانه.
الجريدة الرسمية