رئيس التحرير
عصام كامل

"جوبا" تبلغ الخرطوم شكوكها من دعم سوداني لقوات "مشار"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

نسب الجيش الأوغندي - الذي يقاتل في جنوب السودان، مساندا للرئيس سلفاكير ميارديت - تحرير مدينة "بور" لنفسه، متجاوزا إعلانات حكومة الجنوب التي قالت إن جيشها حرر المدينة التي تبعد عن العاصمة "جوبا" 200 ميل.


وقالت القوات المتمردة بقيادة رياك مشار، إنها انسحبت منها لأغراض (تكتيكية) ، تتعلق بمهام أخرى لم تفصح عنها ، في وقت ظهر أن علاقة جوبا والخرطوم مرشحة للتوتر ، رغم تأكيدات الأخيرة بوقوفها إلى جانب الرئيس سلفاكير ميارديت.

وأبلغت مصادر وصفت" بالمطلعة" في الخرطوم وجوبا - صحيفة "سودان تربيون" الصادرة اليوم الأحد بالخرطوم - أن حكومة الجنوب لديها ما أسمته بـ"الشكوك المعززة" إن أطرافا سودانية تدعم المتمردين في جنوب السودان ، وقالت إن رسالة سلفاكير التي سلمها وزير خارجيته للرئيس عمر البشير خلال زيارة خاطفة للخرطوم في التاسع من الشهر الجاري ، تناولت تلك القضية.

وأضافت المصادر ، أن جنوب السودان لا يود في الوقت الحالي تصعيد الأمر مع الخرطوم ، باعتبار أن ضرره أكثر من نفعه ، لكنه - وعلى حد وصف الصحيفة - "همس" في أذن البشير بتلك المعلومات ، وتوقعت أن تشهد العلاقات توترا بين البلدين حال استمرار شكوك جوبا أو حصولها على أدلة جديدة بدعم عسكري أو لوجستي ، تقدمه الخرطوم للقوات المتمردة.

ونفت المصادر علمها بان تكون جوبا طلبت تسليمها الكتيبة التي انسحبت من "بانتيو" وسلمت نفسها للجيش السوداني ، في "هجليج" بداية الشهر الحالي ، غير إنها توقعت أن تتم الخطوة كإجراء دبلوماسي طبيعي ، باعتبار أن القوة التي إستسلمت مطلوبة للمحاكمة في جوبا .

وكانت رئاسة جنوب السودان - المدعومة من الجيش الأوغندي - قد أعلنت أنها استعادت السبت مدينة "بور" ، إحدى البؤر الرئيسية للمعارك التي تجتاح البلاد منذ منتصف ديسمبر الماضي ، وهو ما أكده أيضا المتمردون.

في الوقت نفسه ، أكدت رئاسة جنوب السودان ثقتها في سرعة التوصل خلال أيام إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة التمرد التي يقودها نائب الرئيس السابق رياك مشار.

وأدت المعارك الهادفة إلى السيطرة على بور إلى فرار عشرات الآلاف من سكانها الذين فضل الكثير منهم عبور مياه نهر النيل المحفوف بالمخاطر على البقاء وسط القصف المتبادل للفريقين ، كما أسفرت المعارك الدائرة في جنوب السودان - الدولة التي استقلت حديثا - عن نزوح 450 ألف شخص بحسب الأمم المتحدة بينما تحدثت بعض المصادر عن سقوط ما بين ألف وعشرة ألاف قتيل.
الجريدة الرسمية