رئيس التحرير
عصام كامل

الرئيس الطاغى


كل شىء فى الحياة يمكن التفاوض عليه وعقد الصفقات لأجله إلا الكرامة فدونها الموت، وما قامت بها ميليشيات محمد مرسى التابعة لجهاز القمع والاستبداد واليد الحديدية التى استخدمها المخلوع طيلة ثلاثة عقود؛ يؤكد أن هذا الجهاز لا ينفع معه إصلاح ولا تهذيب.

فمهما كان فعل رجل الاتحادية؛ لا يوجد أى مبرر لما قام به زبانية "مرسى" من سحل الرجل وتجريده من ملابسه وتعذيبه بتلك الطريقة المهينة أمام زوجته؛ وعلى مرأى ومسمع من الجميع.
هذا الفعل أكد للجميع أن من يحكم مصر ليس سوى رجل لا يعى كيف أطيح بمن سبقه للقصر الرئاسى؛ ولا يفهم أن كرامة المصريين هى أعز ما لديهم؛ ولأجلها اشتعلت ثورات وحروب ومات لأجلها الآلاف؛ ما يجهله الرئيس أن داخلية "العادلى" وأمن دولته لم تقو على حمايته ولا حماية رئيسة المخلوع؛ ما غاب عن خاطره ربما لأنه كان وقتها سجينا؛ إن جمعة الغضب كانت شاهدة على سقوط الدولة البوليسية القمعية فى ساعات قليلة أمام زئير الثوار.
سيادة الرئيس لقد فات الأوان الآن لاحتواء الغضب المدمر الذى سيعصف بك وبجماعتك؛ فأكاذيبك وتجارتك بآيات الله لن تحول بينك وبين القصاص العادل الذى تستحقه على سفك الدماء الطاهرة.
سيادة الرئيس لن تجد لك شفيعا ولا نصيرا؛ وستكون أنت أول ضحية على مذبح تنازلات مرشدك قريبا؛ ولن تجد من يهتفون باسمك الآن وبأنك المبعوث بالنهضة رسولا.
أيها الرفاق؛ اجعلوا البائسين والمقهورين شعلة غضبكم؛ ارفعوا رايات العدل والحق والحرية والكرامة؛ اجلعوا حب الوطن وثورتكم هى الشعلة التى بها ستحرقون الطاغية وجماعته المحظورة؛ فلن تنجح ثورتكم إلا إذا كنتم مستعدون للموت من أجلها؛ واعلموا أن الشعب هو المحرر وليس أنتم.
أيها الرفاق احذروا الوقوع فى أخطاء الماضى؛ وابتعدوا عن ضجيج السياسة وصخب الإعلام وبريقها الكاذب؛ اعلموا أن المناصب تهدم ما تناضلون من أجله؛ فإياكم أن يتوقف غضبكم؛ وتتجمد ثورتكم؛ فدماء الثورة بعروقكم لابد أن تسيل على طريق النضال الثورى التحررى.


الجريدة الرسمية