رئيس التحرير
عصام كامل

القومي للترجمة يصدر النسخة العربية من "الأيدلوجيات السياسية"

فيتو

صدرت عن المركز القومي للترجمة، الطبعة العربية من كتاب "مدخل إلى الأيدلوجيات السياسية" من تأليف أندرو هيود، ترجمة محمد صفار.

الكتاب مكون من 460 صفحة واثني عشر فصلا، ويعرفنا الكاتب على مصطلح الأيديولوجيا السياسية‘ الليبرالية، المحافظة، الاشتراكية، القومية، الفوضوية، الفاشستية، النسوية، الإيكولوجية، الأصولية الدينية، التعددية الثقافية، وأخيرا عصر ما بعد الأيديولوجيا.


يعد هذا الكتاب في المقام الأول دراسة للأيدلوجيات السياسية وليس تحليلا لطبيعة الأيديولوجيا، ويصدر الكثير من الارتباك عن حقيقة أن الأيديولوجيا والسياسة على الرغم من اتصالهما البين، فهم في الحقيقة مسألتان مختلفتان للغاية في دراستيهما.

بحسب المؤلف، فإن الطبعة الأولى من الكتاب جاءت على خلفية ثورات أوربا الشرقية (1989-1991)، وبالنظر إلى الماضي كان "انهيار الشيوعية" مظهرًا ومحفزًا لسلسلة من التطورات السياسية والتاريخية المترابطة في العديد من الحالات وذات الأهمية العميقة، ومن أهم هذه التطورات نمو الاقتصاد الرأسمالي العالمي وصعود القومية الإثنية والأصولية الدينية وظهور مجتمعات المعلومات أو ما بعد الحداثة وقيام نظام عالمي أحادي القطبية تسيطر عليه الولايات المتحدة وميلاد الإرهاب العالمي، ويبدو أن التاريخ قد أخذ يسرع الخطو بطرق مبهرة، إذ أصبحت الآن يقينات ورواسخ القيم محل شك، فقد أعلنت وفاة الإشتراكية بوجه عام، ويدعي البعض النصر النهائي لليبرالية الغربية.

بينما يشير آخرون أنها في أزمة، أما بعض المعلقين يعلقون على ذلك بأنها تبدلات أعراض لعملية أعمق وهى زوال الأيديولوجيا ذاتها –ومعها زوال الحزب السياسي صاحب البرنامج ولم يعد للأيديولوجيا السياسية ببساطة مكان في هذا عالم ما بعد حداثي متعولم يتسم بالتشرذم الاجتماعي ويسوده الاستهلاك الشخصي.

ويضيف المؤلف، أنه ليس لديه أدنى فكرة عن الوجهة التي يسير العالم إليها، وبالرغم من ذلك سوف يصبح مصير الأيديولوجيا باعتبارها المصدر الرئيسي للمعنى والمثالية في السياسة، هو البقاء، في أي شكل أو قالب تتخذه، وفي النهاية سيكون مصير السياسة المنزوعة الأيديولوجيا أو ذات التوجه الاستهلاكي هو الهلاك،لأنها لا تمنح الناس سببا للإيمان بشئ أكبر من المصلحة الذاتية المادية ولأن الروايات الشخصية للناس لا يكون لها معنى إلا عند وضعها داخل الروايات التاريخية الأكثر اتساعا.

المؤلف أندرو هيود، نائب رئيس كلية كرويدون وله مؤلفات عديدة منها "نظرية السياسة والسياسة والمفاهيم المفتاحية في السياسة"ويشغل وظيفة المشرف الرئيسي من المستوى الأول على لجان الممتحنين بالدراسات العليا.

المترجم الدكتور محمد صفار، أستاذ مساعد في الفكر السياسي والنظرية السياسية بجامعة القاهرة ومن أعماله "تفكيك مفهوم القوة عند ميشال فوكو" و "النظرية السياسية عند سيد قطب" و "الجذور الفكرية لدور مصر الإقليمي".
الجريدة الرسمية