رئيس التحرير
عصام كامل

"نهاية شهر العسل بين القاهرة وأنقرة".. محلل إسرائيلي يرصد تصاعد الصراع بين البلدين.. "كياس": الخلاف بدأ بعد الإطاحة بـ"المعزول".. وأردوغان يسعى لاستعادة الإمبراطورية العثمانية من خلال الإخوان

أردوغان ومرسي
أردوغان ومرسي
18 حجم الخط

في ظل انشغال الجميع في الآونة الأخيرة بالحديث عن البرنامج النووي الإيراني، لفت المحلل الإسرائيلي "روى كياس" أن هناك حدث جديد وقع في نهاية الأسبوع الماضي على الخريطة الـ"جيوسياسية" للشرق الأوسط، وهو طرد مصر السفير التركي، وتخفيض التمثيل الدبلوماسي بين البلدين.


وأضاف المحلل، اليوم الإثنين، أن الشرق الأوسط أدرك مؤخرًا خسائر الاضطرابات الـ"جيوسياسية" في المنطقة، فنجد سوريا تحولت إلى ساحة إرهاب تضم رجال الجهاد العالمي، ولبنان توشك على الانفجار وروسيا تزداد قوة في المنطقة على حساب الولايات المتحدة التي تتراجع.

وأوضح "كياس"، في تقرير له بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أنه في ظل المحادثات النووية في جنيف يأتي التوتر بين أكبر دولتين سنيتين على ساحل البحر الأبيض المتوسط، والذي اتنهي بطرد السفير التركي من مصر.

وأردف أن الأزمة الحادة بين البلدين تأتي بعد شهر عسل حقيقي بين المصريين والأتراك فور فوز الإخوان في الانتخابات البرلمانية في مصر عام 2012، وانتصار رجل الجماعة محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية.

وقال: "لأنه في سبتمبر 2012، بعد ثلاثة أشهر من وصول مرسي إلى السلطة، ذهب لحضور مؤتمر الحزب الحاكم في تركيا، وفى نوفمبر الماضي جاء أردوغان بنفسه إلى مصر بالتزامن مع عملية "عمود سحاب" ونسق مع مرسي على الصيغة التي أدت إلى وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.

ولفت إلى أن الزيارة كرست لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ووقعت عشرات الاتفاقيات بينهما في فبراير الماضي، كما وصل الرئيس التركي عبد الله جول للقاهرة، واتفق مع حكومة مرسي على توسيع التجارة الثنائية وزيادة حجم الاستثمارات التركية في مصر، والتعاون العسكري بين البلدين.

وذكر المحلل الإسرائيلي أن الصراع بدأ في يوليو من هذا العام، مع الإطاحة بمرسي من قبل الجيش المصري، مما أدى إلى غضب أردوغان وحكومته بسبب إزالة حليفا إستراتيجيا وأيديولوجيًا بالنسبة لهم، وهرعت الحكومة التركية بالتعبير عن المواقف المعادية للحكومة المؤقتة وخاصة الجيش المصري.

وأشار إلى أن الأزمة بين مصر وتركيا وصلت لدعوة أحد الأحزاب بمقاطعة المنتجات التركية في مصر، بسبب تدخل أنقرة في الشئون الداخلية للبلاد، موضحًا أن أردوغان يريد استعادة الإمبراطورية العثمانية من خلال جماعة الإخوان.

واستطرد "كياس" قائلا: "إن صفوت عمران، أمين عام تكتل القوى الثورية الوطنية، رحب بطرد السفير التركى من مصر، ورأى أن تداعيات الأمر ستكون على تركيا، لأن الأتراك هم أكبر المستفيدين من العمل في السوق المصري وليس العكس".

ونقل "كياس" عن "يورام ميتال"، أستاذ بجامعة "بن جورين"، خبير إسرائيلي في الشأن المصري، قوله إنه على الرغم من الأزمة الكبيرة بين مصر وتركيا، فإن كليهما لا ينوى قطع العلاقات تمامًا مع الآخر، لأن كل منهما ليس لديه أي مصلحة في تدمير العلاقات تماما.

ويقدر ميتال ما قامت به مصر بأنه رسالة قوية من جانبها لتركيا، وأنه ستكون هناك محاولات للتخفيف من حدة الموقف بين الجانبين وهذا يستغرق وقتا طويلا، ولكن يبدو أنهم لن يذهبا للمواجهة المباشرة لفترة طويلة.
الجريدة الرسمية