رئيس التحرير
عصام كامل

وهم "الصراع"‏


همهم الأول والأخير نقل العداوة والكراهية من الغرب إلى العرب، لتصبح من العرب للعرب وبين أبناء الدولة العربية نفسها وبين أبناء المنطقة الواحدة وبين أبناء الشارع الواحد.. بخلق صراعات وهمية تحت راية الأيدلوجيات والاتجاهات العلمانية واليمينية والمتوسطة والمتطرفة من أقصي اليمين لأقصي اليسار، وخلال ذلك الصراع المصطنع يتم نسيان الوطن والأمن القومي الخارجي والداخلي للدولة المستهدفة !



وللعلم تلك ليست نظرية مستحدثة ولا خطة تم إنشاؤها خصيصا للمنطقة العربية، فتلك هي الخطة الكلاسيكية لكافة القوى الإمبريالية والمستعمرة الكبري على مدار التاريخ واتبعها الجميع بلا استثناء، فمحاولة خلق الصراعات الوهمية بين أبناء المنطقة الواحدة هو أول طريق لانتصار القوى المتماسك الراغب في السيطرة، ومع مرور العقود انتقل الاستعمار من الشكل العنيف إلى الشكل الناعم، وبدلا من خوض حروب للسيطرة على بلاد وجمع ثروات وخلالها يتم دفع تكلفة حروب باهظة.. أصبحت الإستراتيجية الحديثة أكثر ذكاء وأكثر فائدة وأقل تكلفة، فعندما نشأت الشركات المتعددة الجنسيات والمعروفة بالمالتي ناشيونال كان أساس نشأتها هو أن تقوم بدور الوسيط في عمليات السيطرة على اقتصاديات وثروات الدولة المستهدفة بدون حروب وبدون شكل قبيح، وكان كل دور الدول العظمي هو ضمان إبقاء الدول المراد السيطرة عليها في شكلها الكلاسيكي الذي تم صنعه منذ "سيكس بيكو" وذلك بالنسبة للوطن العربي، ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية وذلك بالنسبة لغالبية البلدان الضعيفة في العالم. 

تلك الطريقة عدوها الأول والأخير هؤلاء المثقفون الدارسون والفاهمون للأوضاع الدولية والداخلية لمنطقتهم والذين دائما ما يخرجون في أوقات الظلام بشمعة مضيئة يقومون بحمايتها بكل ما أوتوا من قوة من الرياح التي همها الأول والأخير إطفاء ذلك الضوء الذي أوجدته القلة القليلة التي لا تموت ولكنها دائما ما تكون قلة، تلك الفئة لا تكره الغرب ولا أمريكا ولا أي قوى  مسيطرة في العالم، ولكنها تحب بلادها أكثر من الجميع وتبحث عن حل يخرج بلادها من الحفرة التي يراد لبلادهم ولشعبهم أن يبقوا فيها إلى أبد الآبدين.

هناك من لديه مفهوم الوطنية طاغ وكما هو بلا رتوش ولا تزييف.. هؤلاء هم العقبة الأولي والأخيرة أمام مرتزقة تم وضعهم كنخبة وحقوقيين تم تمويلهم خارجيا وشباب أكلته البطالة فتاجر بالشعارات وأصبح "nickname" الخاص به "ناشط سياسي !! "

وفي النهاية إن لم تكن مثقفا متعلما مفكرا " ستصبح ترسا في ماكينة الصراع الوهمي المختلق.. وفي الحفرة التي تم وضع الجميع بها وتم تسميتهم بأيدلوجيات مختلفة وبأديان مختلفة لكي ينشأ المفهوم الأول والأخير المسئول عن بقاء القوى الكبري كما هي وهو مفهوم "الصراع والتصارع " ليأتي دور تلك القوى في خلق اتفاقيات ومهادنات بين رفقاء الحفرة الواحدة، وكل منهم يحمل سلاحا للآخر! إن لم نساعد أنفسنا ونفهم أننا فى مأزق واحد وفي دولة واحدة فلن نخرج أبدا مما نحن فيه.. 

أضيئوا شمعة، ولا تلعنوا الظلام 
ibra_reda Twitter

الجريدة الرسمية