رئيس التحرير
عصام كامل

اطرحوه أرضاً


منذ عامين.. لم يتصور كائن، مهما بلغ حسه الثورى أقصاه، أن يكون يوم احتفال "الجهاز القمعى" و"اليد الحديدية "لمبارك" بعيدها ؛ هو أول أيام الثورة التى تنطلق مصر منها إلى عالم الحرية؛ لتسطر مجدا جديدا يضاف إلى سجل أمجادها قديما وحديثا.


ولكن ما إن انتهت التظاهرات بتحقيق أولى مطالبها بإسقاط "مبارك"؛ ابتدت معها الانتكاسة الثورية؛ أو هكذا أراد تجار الدين من جماعة الإخوان المسلمين والجماعات المكفرة، أن توهم نفسها؛ وللحقيقة فكما استغلت الجماعة الإخوانية الفرصة؛ كانت القوى السياسية المتخاذلة هى الأخرى تخطط للقفز على السلطة بادعائها الثورى الكاذب؛ وبفشلها فى ذلك حاولت الرجوع مرة أخرى لأحضان الثورة المجهضة.

اليوم، وبعد عامين من اشتعال ثورة الكرامة والتى أطاحت بالطاغية السابق؛ جاء طاغية جديد يعتقد أنه أشد من سلفه بأسا وصلابة ؛ ولكن هذا البأس وتلك الصلابة "بدآ" فى الانهيار أمام إعصار الثورة المستمرة.

اليوم يمر عامان على ميلاد جيل جديد، تسير الثورة فى شريانه مجرى الدم.

أيها الرفاق: العالم ينتظركم اليوم، فعلموه كما علمناهم من قبل كيف تشتعل الثورات وكيف تكون؛ اجلعوا اليوم هو أول أيام غضبكم ؛ دافعوا عن حريتكم؛ واحذروا الألاعيب السياسية ومكر السياسيين؛ حاربوا أنصار الظلام والمتاجرين باسم الدين بغير الحق، وأسقطوا صنم الإخوان الأكبر؛ وليثبت كل فى مكانه، واجلعوا الموت وحده كفيلا بإبعادكم عن هدفكم الثورى التحررى؛ فالملايين تنتظر منكم تحقيق أحلامهم فى الحياة الحرة الكريمة؛ واعلموا أن شعلتكم لن تحترق؛ وإرادتكم لن تنكسر؛ وكما كان الوطن دائما فى قلوبكم؛ ستكونون دائما فى قلبه.

أيها الرفاق المغامرون، رسالتى إليكم قد تكون الأخيرة ؛ وربما تكون البداية لرسائل أخرى ؛ ولكن أود أن أقول لكم "أنتم أمل هذا الوطن؛ فضحوا بأرواحكم فى سبيل الثورة ؛ فالنضال والدفاع عن المقهورين والكادحين هو أسمى ما يصل إليه الشرفاء.

وإلى الرئيس وجماعته أقول " لا نخشى من مواجهتكم ؛ فخشيتنا من الله أكبر؛ وتراب هذا الوطن أغلى لدينا من المناصب وإن علا شأنها ؛ فأنت وعدت فكذبت وضللت وقتلت وخنت الله فينا ؛ فحق علينا النضال ولن نعود إلا بإسقاطك.
الجريدة الرسمية