رئيس التحرير
عصام كامل

"بريزات": مخالفات غير ممنهجة في الانتخابات النيابية

الانتخابات الاردنية
الانتخابات الاردنية

كشف المفوض العام للمركز الوطني لحقوق الإنسان في الأردن الدكتور موسى بريزات عن رصد مخالفات وصفها بغير الممنهجة في الانتخابات النيابية وذلك من خلال ألف و300 مراقب في جميع المحافظات قبل إغلاق صناديق الاقتراع بثلاث ساعات.

وقال بريزات في مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم "الأربعاء" بالمركز الثقافي الملكي في عمان إن المركز الوطني لحقوق الإنسان شكل فريقا وطنيا لمراقبة الانتخابات النيابية ضم 50 هيئة مدنية لرصد الانتخابات، مشيرا إلى أنه تم التحقق من تلك المخالفات التي وردت من قبل راصدين في الميدان من أكثر من جهة.
وأضاف أن عملية بدء الاقتراع شهدت ثغرات فنية تمثلت في حدوث تأخير تراوح ما بين 30-35 دقيقة في افتتاح اللجان في أكثر من 125 صندوقا من إجمالي 1300 صندوق تم رصدها في سائر أنحاء الأردن، مشيرا إلى أن ما نسبته 26\% من هذه الصناديق لم يقم المسئولون عن اللجان بعد أوراق الاقتراع أمام المراقبين.
ولفت إلى أن الربط الالكتروني بين اللجان الانتخابية والهيئة المستقلة للانتخاب كان ضعيفا وتعطل احيانا في أكثر من مكان، كما أن الدعاية الانتخابية استمرت بشكل محدود اثناء عملية الاقتراع وبطرق مختلفة ومن خلال مندوبي المرشحين بشكل غير مباشر ولكنها لم تصل إلى حد الظاهرة.
وأشار إلى أن عملية الانتخاب شهدت أيضا عمليات تصويت علني أو جماعي في عدة صناديق إلى جانب سوف فهم في التعامل مع المراقبين حيث تم إخراج البعض من اللجان لأسباب لا تستدعي ذلك كما تم منع البعض من دخول مراكز الاقتراع لأسباب لا تتطلب ذلك.
وقال إن أداء رؤساء اللجان كان جيدا بشكل عام ولكن كانت هناك "رتوش في الحيادية" بشكل محدود ، لافتا إلى أن التحرر من شخصية الناخب تم بشكل مطلق باستثناء بعض المناطق التي لم يتم اقناع المنقبات بكشف الخمار أو القناع.
ولفت إلى أنه تم تسجيل حالات للمال السياسي في أحد الدوائر بعمان تم خلالها رصد عمليات محدودة لشراء أصوات من القوائم العامة والدوائر المحلية.
وأوضح أن مسألة العنف بدأت متأخرة حيث تم فتح أكثر من صندوق في بعض المراكز في المحافظات واشتباكات بين المرشحين وأنصارهم خارج المقرات.
من جانبه، قال نضال عساف من شبكة الانتخابات في العالم العربي إن 55 مراقبا من مختلف الاتجاهات في الوطن العربي شاركوا في مراقبة الانتخابات النيابية في الأردن من خلال تغطية 54 دائرة انتخابية في 10 محافظات أردنية، مشيرا إلى أن المراقبين لمسوا دورا مهما للهيئة المستقلة للانتخاب وإشراف سلسل يسمح للمواطنين بالوصول إلى صناديق الاقتراع إلى جانب تعامل ايجابي بشكل عام مع مختلف الفئات في مراكز الاقتراع سواء كانوا ناخبين أو مراقبين دوليين ومحليين.
وأضاف أن مراقبي الشبكة لمسوا تفاوتا في درجة المهنية في التعامل مع مختلف الناخبين أو المراقبين من مركز إلى آخر بشكل غير مقصود فيما أرجعه إلى قلة التدريب والحرص الزائد على سلامة العملية الانتخابية.
وأشار إلى أنه كان هناك بطء في عملية الاقتراع داخل مراكز الاقتراع، كما وجدت مجالات للدعاية للمرشحين داخل غرف الاقتراع ربما لتساهل بعض المشرفين على مراكز الاقتراع وهي ثغرة ينبغي معالجتها لاحقا.
ولفت إلى أن أداء الهيئة المستقلة للانتخاب كان ايجابيا بوجه عام في الاشراف على الانتخابات النيابية في الأردن ويقترب من المعايير الدولية.
بدوره، أكد رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي لمراقبة الانتخابات الاردنية ديفيد مارتن خلال تفقده عصر اليوم أحد مراكز الاقتراع في إحدى الدوائر الانتخابية في العاصمة عمان سلامة الاجراءات التي اتخذتها الهيئة المستقلة للانتخاب، نافيا رصد اي مخالفات جوهرية تمس عملية الانتخاب.
وأضاف مارتن أن البعثة الاوروبية ستعقد مؤتمرا صحفيا صباح بعد غد"الجمعة" لعرض ملاحظاتها على عملية الانتخاب فيما ستصدر في غضون شهرين تقريرا يتضمن جميع الملاحظات التي رصدتها البعثة خلال مراقبتها لعملية الانتخاب.
وأشار إلى بعض الملاحظات التي لا تؤثر بشكل جوهري على العملية الانتخابية والمتمثلة في مشاكل الربط الالكتروني وممارسة بعض المرشحين وانصارهم للدعاية الانتخابية داخل وخارج مراكز الاقتراع وبما يخالف القانون.
من ناحيته، قال المدير العام لمديرية الأمن العام الأردنية الفريق أول الركن حسين المجالي في مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم إن الانتخابات شهدت 46 حادثة أمنية في جميع أنحاء المملكة من بينها 6 حوادث في العاصمة عمان، مؤكدا أن تلك الحوادث لم تعرق سير العملية الانتخابية.
بدورها، بينت غرفة المتابعة والرصد الرئيسية التابعة للحركة الاسلامية في الأردن ممثلة في جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي حزب جبهة العمل الإسلامي في بيان أن نسبة الاقتراع التي اعلنت عنها الحكومة غير حقيقية، مشيرة إلى أن نسبة الاقتراع في محافظات عمان وإربد والزرقاء حتى الساعة الثالثة مساء اليوم لا تتجاوز 12 \% ونحو 25 \% في باقي المحافظات بينما تصل النسبة الاجمالية على مستوى الأردن 7ر16\%.
وقالت إن معلومات وردت للحركة عن استخدام الأجهزة الأمنية وبعض الدوائر الرسمية لخطة بديلة لمعالجة الفشل الكامل للعملية الانتخابية وزيادة نسبة الاقتراع، مشيرة إلى أنها رصدت مخالفات بالجملة في معظم المراكز الانتخابية تتمثل في الشراء العلني للأصوات والتصويت العلني الواسع وعدم توفر الحبر السري وسهولة ازالته والدعاية الانتخابية امام مراكز الاقتراع وتعطل شبكة الانترنت وكسر اقفال بعض الصناديق إلى جانب وقوع بعض المشاجرات والتوترات واطلاق العيارات النارية واصابة بعض المواطنين إضافة إلى وجود بطاقات انتخابية مزورة ودون اتخاذ اي اجراء بحقهم.
وأضافت أنها لاحظت اقبالا ضعيف جدا على الانتخابات النيابية تمثل ذلك في الضعف الواضح بالتوجه الى صناديق الاقتراع وغياب التحرك الشعبي المرافق عادة لأي انتخابات .
بدوره، استنكر حزب جبهة العمل الإسلامي (الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن ) في بيان أصدره تعاظم ظاهرة "المال السياسي" ،مطالباً بكشف كل الحقائق المتعلقة بانتشار "شراء الاصوات".
وأشار إلى أن المال السياسي أصبح ظاهرة لا تخطئها العين، وهي نتيجة طبيعية لغياب التوافق الوطني على برنامج للإصلاح الوطني يتصدره قانون انتخاب ديموقراطي دستوري ولضعف هيبة الدولة ولتآكل القيم في المجتمع وتقاعس الإدارة الرسمية بشقيها السياسي والأمني عن القيام بواجبها، على حد البيان.
واعتبر الحزب أن لا سبيل للتخلص من هذه الظاهرة الخطيرة التي أفسدت الذمم إلا بالاستجابة التامة للمطالب الإصلاحية.
وأعلن الناطق الرسمي باسم الهيئة المستقلة للانتخاب في الأردن حسين بني هاني أن مجلس مفوضي الهيئة قرر مد عملية التصويت ساعة اضافية نظرا للاقبال الشديد من الناخبين على الاقتراع في الساعات الأخيرة لتنتهي في الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي.
وأشارت الهيئة في بيان إلى أن نسبة المشاركة في الاقتراع بلغت حتى الساعة السابعة مساء( الوقت الرسمي لانتهاء عملية التصويت) 995ر52\% حيث أدلى مليونا و204آلاف و152 ناخبا وناخبة بأصواتهم من إجمالي مليونين و272 ألفا و182 ناخبا وناخبة إجمالي عدد المصوتين.
الجريدة الرسمية