رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي رئيسًا لمصر.... ألف لا


محب لنفسه فقط، وكاره لوطنه، من يرشح الفريق عبد الفتاح السيسي ـ حاليا ـ لرئاسة مصر... من يصرح بذلك، سواء كان وزيرا، أو باحثا، أو غفيرا، لا يمكن أن يكون منزها عن غرض، إما ذاتيا، أو دوليا مأجورا لهدر القيمة التي حققها السيسي نفسه لوطنه.


السيسي بطل مصري واقعي، استثمر قوته، وتربيته الوطنية لصالح بلده، على الرغم من أنه كان يملك أسباب الصعود نحو مال أكثر وجاه أضخم، إذا استجاب ـ كغيره من القادة ـ لفعل التلوين.

أجزم بأن الرجل لم تساوره أحلام الرئاسة، لأنه شاهد بعينيه أن كرسي الرئاسة في مصر أصبح محرقة للمعادن الرديئة، و"ريحا" تعصف بوزن الريشة.. وعلى الرغم من الثقل الشخصي والقيادي الذي يتمتع به السيسي، فهو يعرف جيدا النتيجة السلبية التي ستجنيها مصر، بمجرد ترشحه للرئاسة.

هذا الرجل يدرك جيدا أن الشعب لا يرحم من تتعارض أقواله مع أفعاله، وعاصر رئيسين أذابت مراكبهما شموس الجماهير التي باتت ترفض القمع، والتهميش، والتجريف، والتزييف، وقد قال بنفسه ما يعني، أنه لا حكم للعسكر في مصر.

هذا الرجل لن تغره الأماني، على الرغم من أن الأماني لا تزيد حجما ولا قيمة عن أدواته وسيرته الذاتيتين، وخبراته العسكرية، كونه تخرج من مؤسسة ذات تاريخ مشرف في تأسيس المدارس الاقتصادية والتنموية.

مصر الآن تقع تحت المجهر الشيطاني العالمي، الذي يتربص بها، ويجند لترصده أموال مسلمين في قطر وتركيا، وبدا أنهم يجندون عملاء للتأكيد على أنه لا يصلح لمصر الآن غير "السيسي".. ومن العملاء، من جاء من أمريكا نفسها، ليؤكد بمانشيتات صحفية، أن السيسي هو الرئيس القادم بإرادة شعبية، حتى لو رفض هو.

أخشى من أن تكون هذه التزكيات المجانية، ما هي إلا مزايدات، تحقق فائدتين بركلة واحدة: الأولى، التزلف لشعب تعشق أغلبيته الفريق السيسي، والثانية، تمرير مخطط شيطاني يستهدف استسلام السيسي لرغبة الجماهير، وهنا تقع الواقعة.

الواقعة ستكون خروجا جماعيا لفرق الإسلام السياسي، والمتعاطفين معهم، ممن يخشون حكم العسكر، في مظاهرات، تقابلها الملايين الغفيرة المؤمنة بترشيح الرمز الوطني الذي أثبت لنا أن مصر لا تزال "ولادة"، لتتفرغ أمريكا مرة أخرى لتمويل الطرف الأول من جيب قطر، وبالتالي ندخل "قسرا" إلى النفق السوري، بكل تداعياته.

نعم مصر لم تعد تصلح بغير "السيسي"، لكن ليظل في موقعه، قائدا أعلى للقوات المسلحة، درع هذا الوطن، ولتفوز مصر فعلا بأول رئيس مدني منتخب انتخابا حرا نزيها.

مصر في حاجة إلى رئيس مدني منتخب بمواصفات المستشار عدلي منصور ـ بعد اكتسابه خبرات إدارية ـ وقد ظهر الرجل من حواره الأول أنه "رئيس" من العيار الثقيل.

مصر في حاجة إلى وزير دفاع بقوة الفريق السيسي ونزاهته، ونظافته، ورجولته النادرة.

ومصر في حاجة ثالثة إلى حكومة قوية برئاسة شابة خبيرة، مثل رئاسة الدكتور جابر نصار.

وقتها نضمن لمصر:

ـ رئيسا بحجم الكرسي.

ـ وزير دفاع من خير أجناد الأرض، تحسدنا عليه ألمانيا وتستكثره علينا أمريكا، كما أنه الضمانة القوية بعد الله لمقاومة انحراف الكرسي الرئاسي بفعل الهوى السلطوي.

ـ حكومة عفية تتجاوز المجاملات الشخصية، والترضيات السلفية، والمحاصصات الحزبية و"الجماعاتية".

ـ مستشارين يليقون باسم مصر، لا يستأجرون الرئاسة كوكالة لتلميع ذواتهم، ورسم خرائط "مستطرقة" لأنفسهم، أو لعمل جلسات استماع لا تليق بوطن، بل تصلح لمركز دراسات "بير سلم"، يبيع جهد شبابه في كتب لا تسمن ولا تغني من جوع.
الجريدة الرسمية