فى عيد الفلاح !
يأتي التاسع من سبتمبر هذا العام خاليا من الاحتفال بعيد الفلاح، حسبما أعلن رسميا وزير الزراعة عن إلغاء الاحتفالات بعيد الفلاح بسبب الظروف الراهنة، وفي العام الماضي وقف الرئيس المعزول في حقل قمح يتغزل بالنهضة "الكاذبة" رغم أن كل المشاهد تنطق بأن مصر قد فارقت منذ زمن الإحساس بأن هناك فلاحا.
يأتي عيد الفلاح كشأن كل الأعياد الوطنية والدينية مثيرا للشجن، حيث غاب الفلاح عن أرضه وقد تخلي عنها لُيشيد فوقها مبان خرسانية في سباق محموم لانتقاص القدر الخضب من ثري مصر والعاقبة أن مصر التي كانت "سلة" غذاء العالم تستورد غذائها من الخارج ولم يكن مستغربا "أن" يعلن من آن لآخر أن مخزون القمح يكفي لشهر أو شهرين أو أنه قد تم ضبط قمح لا يصلح للاستخدام الآدمي حسبما كان يتناثر في زمن حسني مبارك وقد ابتلبت مصر بالقمح المسرطن والقمح المستخدم أعلافا للحيوانات.
في عيد الفلاح استرجاع لأيام خلت وقد تواتر الاحتفال به تزامنا مع صدور قانون الإصلاح الزراعي في فجر ثورة 23 يوليو 1952 لأجل تحديد سقف للملكية الزراعية ولإعادة توزيع الأرض على الفئة المعدمة من الفلاحين والتي كانت تعمل بالأجر في خدمة الإقطاع ورموزه قبل الثورة، وهاهي الأيام تمضي ويختفي الفلاح الذي تغني له "الموسيقار محمد عبد الوهاب" أغنيته الشهيرة "ما أحلاها عيشة الفلاح" حيث لم يعد الفلاح "مرتاح" حسب الوصف وقد عم البوار ليسيطر على كل شيء، وها هي مصر هبة النيل تبكي النيل المراد انحسار جريانه وها هي الأرض ظمأى تفتقد من يزرعها وقد غاب أثر الفلاح الذي كان، وها هو العيد يفارق الفلاح كشأن أعياد كثيرة فارقت مصر ولم يعد أحدًا" مرتاح"!
