رئيس التحرير
عصام كامل

الجوهرى الذى أعرفه


عام كامل مر على رحيل المدرب الأسطورة الكابتن محمود الجوهري، الذي بالرغم من رحيله إلا أنه مازال يحتفظ بأفضل الإنجازات والأرقام، ويتربع على عرش تاريخ الكرة المصرية على مدى تاريخها الذي يمتد لأكثر من 93 عاما.. وطوال مشواري الصحفي الممتد لم أرتبط بعلاقة قوية مثلما ارتبطت بهذا الرجل الذي كان نموذجا في كل شىء..


يعشق عمله لدرجة التفاني.. يقدر الإعلام.. يقدر الجمهور.. يقدر اللاعب الملتزم.. توثقت علاقتي بالكابتن أكثر خلال وجوده في الأردن حيث حالفني الحظ أن أزور المملكة الأردنيه 6 مرات كان فيها الكابتن على رأس الإدارة الفنية هناك، وهناك كانت ذكريات وحكايات.. تعددت الجلسات واللقاءات حيث كان الكابتن حريصا على استضافتي طوال فترة وجودي هناك في وجود الكابتن علاء نبيل والكابتن فكري صالح..

حكا الكابتن لي عن سر خصامه مع المايسترو صالح سليم، بعد أن كانت علاقته به هي الأفضل ووصل به الحال إلى أن يقول الجوهري إنه عندما كان ينظر في المرآة كان يري صورة صالح سليم ولكن ولاد الحلال تدخلوا لإفساد هذه العلاقة، وكان السبب الرئيسي فيها محمد عباس اللاعب الذي دخل السجن بعد ذلك.. وأمنية الجوهري التي لم تتحقق هي ختام مشواره التدريبي في النادي الأهلي..

الجوهري الذي تولي تدريب منتخب مصر أربع مرات حقق خلالها أفضل الإنجازات كان يري أنه لم يحصل على فرصته وكان يتم التضييق عليه لدرجة أنه تمت إقالته مرة بسبب الخسارة في مباراة ودية وتانية للخسارة من السعودية في كأس القارات.. تعرض لظلم كثير نتيجة حبه وعشقه الأول للكرة ومصر، حيث كان عقده كلمة شرف ولم يتكلم أبدا في أي أمور مالية مثل مدربين آخرين يضعون شروطهم قبل عمل أي شىء.. كانت له نظرة في اللاعب ومتخصص في صناعة النجوم ومن ينسي هشام عبدالرسول الذي أحضره من المنيا ليكون أفضل لاعب في مصر عام 90..

كانت له مصطلحات لا يمكن أن أنساها "إن اللاعب تعرفه من شعره".. بمعني أن اللاعب الذي يهتم بمظهره أكثر يقل تركيزه في الكرة، وذلك عندما سألته في آخر مرة يقود فيها منتخب مصر عن سر استبعاده حازم إمام وسيد عبدالحفيظ قال إنهما أصبحا يهتمان بالمظهر أكثر وشعرهما أصبح ناعما أملس من وضع الكريمات.. وبالفعل لم يعمر الثنائي في الملعب كثيرا..

رحمة الله عليك يا كابتن جوهري.. وللأسف الشديد أن الرجل لم يلق التكريم اللائق به سواء أثناء حياته أو بعد مماته ولم يتحرك اتحاد الكرة بشكل محترم لتكريم الرجل الذي يعتبر كتابا كبيرا في تاريخ الكرة المصرية وليس نقطة أو سطر مثل آخرين تم تكريمهم ولم يفعلوا شيئا.. أتمني أن يفوق اتحاد الكرة من غيبوبته وأن يعيد النظر من جديد لإعادة اعتبار الرجل.. عزاؤنا الوحيد أن الأشقاء في الإردن قاموا بالواجب.. نفتقدك كثيرا يا جنرال وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الجريدة الرسمية