مـصر والإخوان
كعهدها دائما أم الدنيا تمر بصعاب وتتعرض لمؤامرات من الداخل والخارج، ولكنها تضرب المثل والقدوة لكل العالم على قوتها وتماسكها، وقدرتها على تخطى الصعاب، وما يحدث في هذه الفتره المهمة من تاريخ مصر، يبرز مدى خطورة المؤامرات التي تحاك لمصر وللمنطقة، من أجل السيطرة عليها من قبل دول الاحتلال السابقة، التي تريد أن تحتل الدول بطريقة أخرى غير الاحتلال العسكري المباشر وذلك من خلال السيطرة على قرارها وإدارتها، يتبعه سيطرة تامة على كل شيء.
ولا أستثنى وجود سيطرة فعلية كانت موجدوة من قبل وما زالت موجودة بصورة أو بأخرى، ولكنها كانت غير كافية لأطماعهم، فدعمت ما يسمى بجماعة الإخوان المتأسلمة دعما كبيرا مشروطا، لأنها تمثل بالنسبة للغرب مفتاح سحرى يسهل لهم فرض سطوتهم على المنطقة، تلك الجماعة صنيعة الغرب التي كلفت صناعتها جهدا ومالا كثيرا.
لقد تهاوى وتحطم ليس الجهد والمال فقط، ولكن أمنياتهم وأحلامهم في صياغة شكل جديد للعالم طاله أيضا التحطيم، وأين طاله في أهم دول المنطقة في قلب العروبة في مصر.. فسحقا لكم أيها المتآمرون والمنتفعون على حساب المبادئ والشعوب، أبشركم باقتراب غروب شمس يومكم التعيس وسطوع شمس يوم فرح جديد.
ولكن أريد أن نرى هذه الجماعة وتكوينها بصورة موضوعية، فهناك فرق كبير بين قيادات التنظيم الدولى ومكتب الإرشاد والتنظيم الخاص بالإخوان، ومن يتبعهم من قيادات، بما لهم من أهداف يسعون لتحقيقها مستخدمين كافة الطرق والأساليب.. وبين كثير من أتباعهم أو المتعاطفين معهم الذين غرر بهم، ولعب على أوتار حساسة جدا عندهم، لاستقطابهم واستخدامهم كأدوات لتنفيذ خططهم، مستخدمين شعارات مثل الإسلام وعزته ورجوعه ليحكم الدنيا، والجهاد ضد أعداء الدين والفاسدين، وغيرها من الأمور التي لا يختلف على حبها ودعمها أي مسلم.
ولكن الاختلاف يكون في طريقة تنفيذها، أو دعمها بالقول والفعل وطبيعة الهدف الحقيقى فعلا وراء دفع الناس في طريق، تحت عنوان ظاهرة "هذا هو طريق الفلاح " الطريق الذي سننصر به ديننا وأمتنا، وبين باطنه وهو " هذا هو طريق تنفيذ أحلامنا وأهدافنا " بأى أسلوب وتحت أي ظرف وعلى حساب أي أحد، وبأى طريقة شرعية أو غير شرعية، فالضرورات تبيح المحظورات.. فأقول للطرف السابق ذكره أولا حسبى الله ونعم الوكيل، ولن يغفر لكم الشعب ولا التاريخ ما فعلتم، أما حسابنا عند الله فهو به أعلم، ولن يظلم عنده أحد.
وبالنسبه للطرف الآخر في معادلة تنظيم الإخوان، فأقول يارب يهدينا ويهديكم جميعا، ويجمعنا على الحق ويوحد صفوفنا، ويألف بين قلوبنا جميعا، فاللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، وأرزقنا الطريق الذي نسلكه فيوصلنا إلى نصر دينك، ودائما أثق في الله، بحفظه لمصر وأهلها من كل سوء، وأثق في أننا لن نقع فريسة للعصبية ولن تدخل الفتنة بيننا وستظل مصر وطنا قويا متماسكا.. حفظ الله مصر وجيشها من كل سوء.
