رئيس التحرير
عصام كامل

193 عاما، معركة قونية مع الأتراك زلزلت أوروبا وأصبحت علامة فارقة في تاريخ الجيش المصري

معركة قونية، فيتو
معركة قونية، فيتو
18 حجم الخط

في مثل هذا اليوم من عام 1832، كانت سهول الأناضول مسرحًا لموقعة فاصلة في صراع سياسي طويل بين محمد علي باشا والدولة العثمانية.. معركة قونية التي انتهت بانتصار الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا، وجاءت تتويجًا لمسار ممتد من التوترات والتفاهمات المنهارة بين الطرفين. 

ما قبل الصدام، أسباب المواجهة بين محمد علي والدولة العثمانية

بدأت جذور الأزمة قبل قونية بسنوات، حين توسع نفوذ محمد علي باشا خارج حدود مصر، مستندًا إلى جيش حديث التنظيم والتسليح، شارك في حروب السلطنة ثم عاد بمطالب سياسية وإدارية أوسع، والخلاف حول حكم الشام، وملف التجنيد والضرائب، حول العلاقة بين القاهرة وإسطنبول من شراكة اضطرارية إلى صراع مفتوح.

ومع فشل المحاولات الدبلوماسية، تحرك  إبراهيم باشا بجيشه شمالًا بعد إحكام السيطرة على بلاد الشام، متجاوزًا جبال طوروس، في خطوة اعتبرتها إسطنبول تهديدًا مباشرًا لقلب الدولة العثمانية، ودفعت السلطنة بجيش كبير لوقف التقدم المصري، رغم معاناته من ضعف التنظيم وتضارب القيادات.

كواليس المعركة، هكذا حسم إبراهيم باشا الصراع العسكري مع الدولة العثمانية

وقعت المعركة قرب مدينة قونية في 21 ديسمبر 1832، وسط ظروف جوية صعبة وضباب كثيف لعب دورًا حاسمًا في مجرياتها، حيث اعتمد إبراهيم باشا على انتشار مدروس لقواته، واستغلال أخطاء القيادة العثمانية، التي فقدت السيطرة على وحداتها في الساعات الأولى من الاشتباك.

وتشير المصادر العسكرية إلى أن الجيش المصري، رغم تفوقه العددي المحدود، امتلك ميزة الانضباط وسرعة المناورة، بينما أدى ارتباك القيادة العثمانية وأسر قائدها رشيد محمد باشا إلى انهيار المعنويات، ما عجل بانتهاء المعركة خلال ساعات قليلة.

ما بعد قونية، سر رعب أوروبا من قوة محمد علي

لم يكن انتصار قونية مجرد تفوق ميداني، بل زلزالًا سياسيًا وصل صداه إلى العواصم الأوروبية، فقد أصبح الطريق مفتوحًا نظريًا أمام الجيش المصري نحو إسطنبول، ما دفع القوى الكبرى، وعلى رأسها روسيا وبريطانيا، إلى التدخل خشية انهيار الدولة العثمانية واختلال توازن القوى.

وأسفر هذا الضغط الدولي لاحقًا عن تسوية سياسية تمثلت في اتفاق كوتاهية عام 1833، الذي منح محمد علي حكم الشام وأقاليم أخرى، مقابل وقف التقدم العسكري، لكن المعركة بقيت علامة فارقة أكدت أن الجيش المصري أصبح قوة إقليمية قادرة على فرض معادلات جديدة، والصدام لم يكن سوى فصل في صراع أكبر بين مشروع صاعد بقوة الصاروخ أمام إمبراطورية تتراجع قبل أن تنتهي للأبد. 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية