رئيس التحرير
عصام كامل

حديث قلب

57 عاما علي رحيل صاحب أطول لسان! (2)

18 حجم الخط

قلنا في المقال السابق إن الكاتب الصحفي الراحل جليل البنداري بدأ مشواره موظفا فى مصلحة التليفونات لينتقل إلى العمل الصحفي، ويكون صاحب مدرسة جديدة في النقد الفني تعتمد على تعقب حياة النجوم والصحفيين مهما كانت أسرارهم، هو صاحب أطول لسان صحفى وهو الحاضر الغائب، لم يفلت من لسانه أحد من فنانى وفنانات وكتاب وصحفيى مصر في عهده. 

 

ونكمل حديثنا عن الكاتب الصحفي الراحل جليل البنداري الذي بدأ مشواره الصحفي في مجلة آخر ساعة، منها إنطلق البنداري إلى صحيفة أخبار اليوم، وحرر فيها بابه الصحفي الشهير: أنا والنجوم، وكتب عموده "ليلة السبت". وبسبب طريقته في تناول الأخبار الفنية وصف بأنه صاحب أطول لسان صحفي، وكانت الراقصة الشهيرة تحية كاريوكا تشير إليه قائلة: هذا الرجل جليل الأدب وإحنا بنداري عليه.


وخلال عمله الصحفي كتب مجموعة من الأوبريتات والمسرحيات الغنائية والأفلام السينمائية منها "شوق" و"بمبة كشر"، لكن أشهرها "الآنسة حنفي" من بطولة إسماعيل ياسين، وهو فيلم رائد في تناول مسألة التحول الجنسي، وقد نجح الفيلم في تحقيق أعلى الإيرادات. وكذلك الفيلم السينمائي "العتبة الخضراء" مع إسماعيل ياسين وصباح. 

 

وواصل البنداري نجاحاته كمؤلف ومنتج سينمائي من دون أن يتخلى عن عمله الصحفي الذي لمع فيه، وقدم تحقيقات رائدة حول مصائر الفنانين في نهايات حيواتهم جاءت تحت عنوان: موتى بلا قبور أو الأحياء الموتى، عام 1963.

 

ويقول عنه وائل لطفي ناشر الطبعات الجديدة من مؤلفات البداري، نحن إزاء اكتشاف موهبة صحفية كبرى لم تنل ما تستحق من اهتمام، على رغم تفرد أسلوبه وحداثته. ويشير لطفي إلى أن مغامرة نشر تراث البنداري جاءت بعد رحلة تفاوض طويلة مع ورثته الذين أبدوا بعض التحفظ في البداية، لكنهم تعاونوا بعد أن لمسوا جدية الاقتراح، وحرص الدار على صيانة هذا التراث وحمايته. يقول لطفي: نشرت مؤلفات البنداري استجابة لإعجاب شخصي قبل أن تكون مسألة مهنية.


ويضيف: قرأت خلال سنوات دراستي للإعلام كتابه عن محمد عبدالوهاب، وتملكني إعجاب شديد بأسلوبه التلغرافي وجملته الصحافية القصيرة، وانتبهت إلى طريقته الشجاعة ونبرته الجريئة في كتابة سيرة مغايرة للمطرب الكبير، انطلاقًا من حوارات أجراها معه لكنه طرزها بطريقة فريدة.

وبحسب لطفي، فإن أعمال البنداري هي باكورة إنتاج الدار التي رغبت في استعادة هذا الإرث بسبب طابعه المعاصر، وقدرته على إثارة اهتمام الأجيال الجديدة بفضل سلاسة السرد ونزعته التقدمية الواضحة.
 

يركز بنداري في كتاباته على الهامش الاجتماعي وتبدو أقرب في طابعها إلى سرديات، وثيقة الصلة بمعاناة المهمشين الذين يلتحقون بعالم الفن ويسعون إلى تغيير واقعهم القديم. وهو ما تجلى في كتابه راقصات مصر، وهو يعد رائدًا في تتبع هذا الفن والكشف عن سير بطلاته من دون أي إدانات أخلاقية. 

 

وفي الكتاب لوحات قلمية حول شفيقة القبطية وبمبة كشر وبديعة مصابني وتحية كاريوكا ودولت فهمي وسامية جمال، وكثيرات. أراد البنداري من خلال تناول درامي، الكشف عن تشابك الاجتماعي والسياسي داخل سيرهن الحافلة بالتناقضات.


وفي كتابيه عن محمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ تتجلى جرأته في مقاربة سيرة نجمين كبيرين والاقتراب من حياتهما الشخصية بشجاعة متناهية، وبشيء من الندية التي يندر وجودها بين محرري الصفحات الفنية اليوم، كما لم ينظر البنداري إلى الحياة الخاصة للفنانين بمعزل عن إنتاجهما الفني أو كما يشير ناشره "لم يكن تناول هذه الأمور خاضعًا للمعادلات الأخلاقية التي تحكم عالمنا اليوم".

 

وجاءت أعمال البنداري في معظمها جريئة وكاشفة من دون أن تكون مبتذلة، لذلك اكتسبت قيمتها كمصدر تاريخي مهم يمكن استعماله في مواجهة الأفكار الرجعية التي تسود اليوم.


ويلاحظ قارئ كتبه أنه لم يقترب من أم كلثوم وظل يضعها في مكانة متفردة، وكان مكلفًا بكتابة الوصف التفصيلي لحفلاتها الغنائية الشهرية في صحيفة الأخبار، وهو من أطلق على أول أغنية جمعتها مع ألحان محمد عبدالوهاب في: أنت عمري، لقاء السحاب، بينما أطلقت أم كلثوم عليه اسم جليل الأدب، نظرًا إلى قدراته الفذة في السخرية والتهكم على الفنانين. 

 

ويحفل أرشيف الراحل بمجموعة من المواد الصحفية المتميزة التي تعتمد على أفكار مبتكرة، وأبرزها موضوع كتبه تحت عنوان فرخة بكشك، وصاغ فيه نقدًا لأحد الأفلام، وتخيل لو أن طه حسين وعباس العقاد والمازني ومحمد التابعي كتبوا نصوصًا نقدية حول العمل نفسه لبرز التباين في أساليبهم الفنية.

وفي المرثية التي كتبها الناقد رجاء النقاش وودع فيها البنداري على صفحات مجلة الكواكب، نوه بأن البنداري أحب صوت أم كلثوم وآمن بها إيمانًا عظيمًا. ووصف كتاباته بأنها ليست فاترة، بل تنطوي على ملمح فلسفي واضح، لدرجة أنه رثى نفسه وتحاور مع الموت.
وشدد على أن البنداري كاتب فنان جعل من الكتابة للصحافة الفنية فنًا من أرقى الفنون وكانت كتاباته مثل الوردة التي نلتقي كل صباح بعطرها الجميل الذي يريح النفس وشوكها الذي يدمي الأصابع.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية