وثائق وأسلحة في قلب القاهرة، كيف فضحت سيارة جيب النظام الخاص المسلح للإخوان؟
في صباح مثل هذا اليوم من عام 1948، تمكنت قوات الأمن المصرية من ضبط سيارة جيب في حي المحمدي بالقاهرة، وكانت محملة بأوراق وأسلحة ومواد متفجرة، وهي الواقعة التي عرفت إعلاميًا بـ «قضية السيارة الجيب» حيث كشفت لأول مرة عن الأنشطة السرية للنظام الخاص التابع للإخوان، وكان مكلفا بتنفيذ مهام شبه عسكرية للجماعة على المستويين الداخلي والخارجي بما يعرض أمن الدولة للخطر الشديد.
قصة السيارة الجيب لـ الإخوان
أثناء تفتيش السيارة، عثرت أجهزة الأمن المصرية على سجلات ووثائق مكتوبة بخط اليد تضم أسماء أعضاء النظام الخاص وتعليمات تنظيمية دقيقة، إضافة إلى مواد متفجرة وأسلحة نارية وذخائر، لتكشف على الفور شبكة سرية مكلفة بالقيام بأعمال عدائية داخل القاهرة وخارجها.
وألقت أجهزة الأمن القبض عدد من أعضاء النظام الخاص، بينهم عبد الرحمن السندي، مصطفى مشهور، محمود الصباغ، أحمد زكي حسن، أحمد محمد حسنين، محمد فرغلي النخيلي، أحمد قدري الحارتي، ومحمد حسني عبد الباقي.
وحسب محاضر التحقيقات والصحف وقتها، بعض الموقوفين كانوا يشرفون على تنظيم الجداول التدريبية وتوزيع الأسلحة داخل شبكة سرية، فيما وثق محمود عبد الحليم عضو الهيئة التأسيسية لجماعة الإخوان الحادث في كتابه «الإخوان المسلمون.. أحداث صنعت تاريخ» مؤكدا أن الضبطية كانت نتيجة متابعة دقيقة لتحركات عناصر الجماعة بعد حرب 1948 على فلسطين.
وأثارت القضية ردود فعل رسمية عاجلة، شملت حملات أمنية واسعة، ومصادرة ممتلكات يشتبه في ارتباطها بالجماعة، وقامت النيابة العامة بتحريك محاكمات جنائية واتهمت الإخوان بتشكيل تنظيم مسلح، وهي التهم التي أثبتت محاضر التحقيق ارتباطها مباشرة بالمضبوطات من السيارة الجيب.
كما أصدرت الحكومة قرارات اعتقال بحق عدد كبير من قادة الجماعة والتنظيم الخاص واتخذت بحقهم الإجراءات القضائية لحماية أمن الدولة من شبكات مسلحة سرية.
تداعيات قضية السيارة الجيب
وأصدر رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي قرارات بتقييد نشاط جماعة الإخوان، وحل عدد من الفروع في خطوة ربطها المؤرخون بزيادة الضغط على الجماعة بعد كشف السيارة الجيب، لتبدأ نقطة التحول في العلاقة بين الدولة والجماعة، خاصة بعد أن أعقب الواقعة موجة من الاضطرابات والتوتر السياسي في القاهرة وخارجها.
ولم تتراجع الجماعة بل بدأت تظهر ما كانت تخفيه. وقعت سلسلة من الأحداث العنيفة؛ بدأت باغتيال النقراشي في 28 ديسمبر 1948 على يد أحد رجال الجماعة، ليتم الرد باغتيال حسن البنا في 12 فبراير 1949، في عملية ربطتها بعض المصادر بثمن مواجهة الدولة مع النظام الخاص والتداعيات الأمنية المترتبة عليها.
يمكن القول: إن قضية السيارة الجيب لم تكن مجرد ضبطية أسلحة ووثائق، بل كشف مبكر عن وجود تنظيم سري داخل جماعة دينية تقول إنها سياسية، مما أسس لاحقا لتصعيد المواجهة بين الدولة والإخوان، وما زالت تفاصيل الواقعة محور دراسة وتحليل المؤرخين حتى اليوم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
