خبير في الشأن الإفريقي يكشف مدى إمكانية نجاح الهدنة الإنسانية في السودان
كشف الدكتور رمضان قرني، الخبير في الشأن الإفريقي، عن تحديات وفرص نجاح المقترح الأمريكي لإقرار هدنة إنسانية في السودان، في ظل الأزمة المتفاقمة التي تشهدها البلاد.
وأوضح قرني أن الساحة السودانية تشهد في الوقت الراهن تحركات إقليمية ودولية مكثفة تهدف إلى التوصل إلى هدنة إنسانية تمتد لثلاثة أشهر، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تأتي في إطار مساعٍ دولية لتخفيف المعاناة الإنسانية وتهيئة المناخ أمام مفاوضات سلام شاملة.
إلا أن الخبير الإفريقي أكد أن قراءة المشهد الميداني تكشف عن صعوبات كبيرة تعيق تحقيق هذه الهدنة، رغم إعلان مجلس الأمن والدفاع السوداني رسميًا ترحيبه بالمقترح الأمريكي الداعي إلى إحلال السلام عبر هدنة إنسانية.
وأشار قرني إلى أن تباين المواقف بين أطراف الصراع، واستمرار العمليات العسكرية على الأرض، يعقدان من فرص نجاح أي مبادرة لوقف إطلاق النار في المدى القريب، مؤكدًا في الوقت نفسه أن توحيد الجهود الإقليمية والدولية قد يشكل عاملًا حاسمًا في دفع الأطراف نحو قبول هدنة حقيقية ومستدامة.
قوات الدعم السريع تحاول تقديم نفسها للمجتمع الدولي بالطرف الذي يؤيد الحلول السلمية لوقف الصراع
وأكد الدكتور رمضان قرني، في تصريح خاص لـ فيتو، أن قوات الدعم السريع تسعى إلى تقديم نفسها للمجتمع الدولي كطرف يدعم الحلول السلمية لإنهاء الصراع في السودان، غير أن هذا التوجه – بحسب قرني – يخفي وراءه أهدافًا سياسية واضحة، أبرزها محاولة تحسين صورتها أمام العالم بعد الاتهامات بارتكاب مذابح وجرائم في مدينة الفاشر، إضافة إلى سعيها للحصول على صيغة وضمانة دولية تُمكّنها من أن تكون جزءًا من العملية السياسية المستقبلية في السودان.
صعوبة القبول بهدنة إنسانية
وواصل قرني حديثه قائلًا: إن المعطيات المرتبطة بمواقف الجيش السوداني تشير إلى صعوبة القبول بهدنة إنسانية في الوقت الراهن، موضحًا أن عدة اعتبارات ميدانية وسياسية تجعل من إقرار مثل هذه الهدنة أمرًا معقدًا، على الأقل في المرحلة الحالية.
وأوضح أن أول هذه الاعتبارات يتمثل في قرار مجلس الأمن والدفاع السوداني المضي في استعداداته العسكرية لإنهاء وجود قوات الدعم السريع بشكل كامل.
أما ثانيها، فيتعلق بتصريحات وزير الدفاع السوداني التي أكد فيها أن المجلس دعا إلى تعبئة شعبية شاملة للقضاء على تمرد قوات الدعم السريع، مشددًا على أن التحركات العسكرية تمثل "حقًا وطنيًا مشروعًا" في مواجهة الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها تلك القوات.
وأضاف قرني أن الاعتبار الثالث يتمثل في تصريحات عدد من كبار قادة الجيش، وعلى رأسهم الفريق ياسر العطا، الذين توعدوا بتحقيق نصر حاسم على قوات الدعم السريع، متوقعين انهيارها الوشيك في ولايات كردفان وإقليم دارفور.
أما الاعتبار الرابع والأخير، فهو إعلان القوة المشتركة المتحالفة مع الجيش السوداني، أمس الأربعاء، رفضها القاطع لأي تسويات أو حلول سياسية من شأنها – بحسب بيانها – أن تكرّس "واقعًا مختلًا" يساوي بين الدولة الشرعية والمليشيا الخارجة عن القانون.
وتابع قرني إنّه على الرغم من التحركات الأمريكية المكثفة، بالتنسيق مع الآلية الرباعية، لإقرار هدنة إنسانية في السودان تمتد لثلاثة أشهر، فإن فرص نجاح هذه الجهود تبدو محدودة للغاية في ظل المعطيات الحالية.
وأوضح أن الجيش السوداني يرفض حتى الآن فتح أي قنوات تفاوض مع قوات الدعم السريع، ويتمسك بموقفه الداعي إلى إقصاء هذه القوات من أي عملية سياسية مستقبلية، مؤكدًا في الوقت ذاته عزمه على تحرير كامل الأراضي السودانية من سيطرة الدعم السريع.
وأشار قرني إلى أن الجيش يسعى أيضًا إلى الحفاظ على صورته أمام الرأي العام الداخلي باعتباره الحامي للشرعية الوطنية، والمدافع عن وحدة الدولة وسيادتها، وهو ما يجعل التجاوب مع أي مقترحات لوقف إطلاق النار أمرًا بالغ الصعوبة في هذه المرحلة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا




